المهلـــــــوســــــون الـــــــجدد

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

اتحاد أدباء الجنوب

اتحاد أدباء الجنوب على الفايسبوك
أفراد يؤمنون بالأدب،،
 أصدقاء يجالسون بعضهم على مائدة الأدب،،
مجموعات جمع بينهم الهم الأدبي، الجنس الأدبي، جغرافية المكان، المهنة..
جمعيات ونوادي وتنظيمات تحاول إعطاء الاهتمام المفتقد للفعل الأدبي
ورغم كل شيء فطبيعة المبدع الانعزالية وولعه بالانفراد وأحيانا التقوقع وتفيء الظلال..إضافة إلى الطبيعة المغربية النافرة من الالتزام فيما يخص المواعيد والواجبات، إلى جانب النفور من كل ما هو تنظيمي ورسمي.. كلها أمور أبطأت كثيرا تشكل إطارات ثقافية وازنة وفاعلة.. ومن هنا جاءت فكرة إنشاء اتحاد لأدباء الجنوب على الفايسبوك كخطوة أولية ونظرية يمكن أن تؤسس لقيام اتحاد متين على أرض الواقع، و يمكن أن تساهم في تقوية أسس انطلاق كل اتحاد منشود، ناهيك عن ما يمكن أن يقدمه اتحاد كهذا على شبكة أوسع انتشارا بحيث يمكن أن يتعارف الأدباء فيما بينهم ويعرفوا كل مستجد على الساحة الابداعية.

وقد ضم الاتحاد إلى حدود كتابة هذه الأسطر 135عضوا، وتم فتح نقاش أولي أسهم في بعض الكتاب بحماس وإيمان وكلهم تقة بالأدب وآفاق التعاون والتواصل في الحاضر والمستقبل.

وكان من أبرز الأسئلة التي طرحنا:

- لماذا اتحاد أدباء الجنوب؟
لـماذا اتحاد أدباء الجنوب،يجيب الكاتب الناقد محمد بوشيخة: ليجمع شتات كتابٍ، إلى الهامش ينتمون أو عنه يكتبون، ليأخـذ له موطناً ضمن اتحادات تعـمّدت بشكل أو بآخر أن ترتدي زيّ الإقليمية، نعم هو ليس بديلاً عنـها، ولكن يبقى إطاراً ستكون له خصوصياته.

وتتنوع الإجابات لكن جوهرها واحد فالروائي القاص ادريس الجرماطي بأسلوبه الفلسفي العميق يقول: الاتحاد صورة الإنسان الكامل، واللاتحاد يعني التفرقة والانهيار، والبقاء في الوحدة دون تبادل أي رأي ، ويبقى الإنسان في دنيا اللارأي.من الاتحاد يأتي الجديد والفكرة الوحيدة هي الصمت داخل الفرد، الهدف من الاتحاد هو الرأي، ونعم للرأي الآخر...

القاصة المبدعة عائشة بورجيلة تدلي بدلوها في هذا النقاش المثمر لتجيبنا باقتضاب وتركيز عن نفس السؤال: لماذا اتحاد لأدباء الجنوب؟ لأن الجنوب ،بغناه وثراه وتراثه أهل لاتحاد فعلي أو مفترض.

يتضح من الإجابات أعلاه أن وضع لبنة اتحادات محلية وجهوية تنظيمية ضرورة وليس أمرا تكميليا من أجل فعل ثقافي وأدبي راق وفاعل. وقد آثرنا أن يكون السؤال الثاني مكملا للسؤال الأول لكي نعرف أكثر ما المراد باتحاد أدباء الجنوب، وقد كانت الإجابات حالمة أحيانا ، واقعية أحيانا أخرى، إليكم الردود حول سؤال
 من نحن؟

كتاب وكاتبات، قارئات وقراء للأدب. منشغلون ومشتغلون به، متذوقون ومتابعون له، مبدعون ومنغمسون فيه. الجنوب عمقنا الجغرافي وعمقنا الأدبي والشمال والشرق والغرب امتدادنا الإنساني والأدبي. الجنوب هويتنا المنفتحة على الهامش والمهمش، على المشترك الإنساني والخصوصية الجنوبية على الثقافة الشفوية والكتابية والرقمية.
هذا كان تعريفي الأول الذي أردته جامعا مانعا ما أمكن رغم درايتي بقصور أي تعريف، وعزائي أنني ضمنته الكثير من الحدود المشتركة بين الأدباء.
وقد وجدت في إجابات أخرى إفادات أتمنى أن تكون عميمة.
محمد بوشيخة: مــــــن نـحن ..؟؟: مجمو...عة من المثقفين، تشغلهم الثقافة، ويحيرهم سؤال الهامش، ويسعون قدر الإمكان تقديم أعمال تعبر عن نظْــــــــــــراتهم المستقبلية: عن الواقع المهمش، عن سؤال الهوية، عـن كل ألوان الثقافة .... يقدمون ذلك في نقاش بينهم يغني المجهـود ويقـويه ..

ادريس الجرماطي: نحن تلك العصافير الصغيرة، التي تفتح فمها طالبة الجديد من الأصل المستوعب من الأفكار الإنسانية....
عائشة بورجيلة: نحن بنات وأبناء الجنوب الغيورون على تراثه وثقافته و تاريخه،الحريصون على ترك بصمة ما تليق به ،تليق بنا،تليق بالمجال..

محمد كروم:
من نحن؟ نحن أدباء الجنوب المنسي،أدباء الهامش، الذين يقاومون ويناضلون ضد الإقصاء والتهميش.نحن ممن مازالوا يؤمنون بدور الكلمة في خلق الجمال،وتحويل كل ما هو سوداوي إلى مصدر للمتعة والنور.
هكذا جاءت الإجابة عن هذا السؤال الأنطلوجي لتؤكد إيمان الأدباء بالنضال من أجل الكلمة في زمن يهمش الثقافة والأدب، وقد تكون إجابة القاص الروائي عبد العزيز الراشدي ملخصة لهذا الهم المشترك حين يقول:
اتحاد أدباء الجنوب فكرة نبيلة،هدفها اكتشاف المشترك في الطبيعة واللغة والأحاسيس.هناك زخم كبير يُمكن رصده،هناك تاريخ عميق لم يتحدث عنه الشعراء والروائيون لأن الجنوب دائما هو المنسي المقصي.ألم تسألوا أنفسكم يوما : ما الذي يجمع بين كتابات أمل دنقل و السياب وقصص يحيى الطاهر عبدالله؟

لا يكفي أن نسال أنفسنا من نحن؟  لنصير، إن الاعتداد بالكينونة يوازيه وضوح الرؤية أهمية لذلك كان السؤال:
 ماذا نريد؟؟
 هوسؤال مفصلي في هذا النقاش.
ولئن كانت الإجابات عليه مقتضبة فلأن السؤال يقتضي أن لا يكون الجواب مترهلا، فضفاضا، لذلك يجيبنا محمد كروم بشكل مركز:
 ماذا نريد؟ نريد رد الاعتبار للكلمة ...للمثقف ...للمناطق المهمشة... وللإنسان.
ويقول محمد بوشيخة مجيبا عن نفس السؤال: 


- نـريد أن نخلقَ مشهـداً ثقافياً جنوبياً يُطعم النوادي الموجودة سلفاً في هذه البقعة أو تلك، وطبعاً يستفيد من تجاربها الطويلة.
ويصوغ ادريس الجرماطي إجابة الإرادة هكذا:
نريد أن يكون فينا ضمير الأنا منتفيا، لا يؤمن بالقدوم من أي مرجعية غير قوية ونابعة من الحقيقة ، و ما نريد هو حقيقة التواصل الفعلي..نريد من الأنا أن تتحول إلى نحن.

لقد وجدنا ونحن نناقش الموضوع أن الفعل الأدبي الذي مورس سابقا على أرض الواقع والاحتكاكات الموجودة أصلا بين المبدعين قد أرخت بظلالها على الموضوع إيجابيا وسلبيا، لذلك آثرنا أن نطرح سؤالا يوضح العلاقة بين ما هو افتراضي وما هو واقعي فكان السؤال التالي:



...- هل اتحاد أدباء الجنوب بديل عن اتحادات أخرى؟
تجيبنا عائشة بورجيلة قائلة: إذا كان القصد من( توحيد الاتحادات)،توحيد الجهود وتركيزها والسمو بأهدافها ،فنعم لاتحاد واقعي موحد،أما الاتحادات المفترضة فلا يمكن أن تتعارض أو أن يكون بعضها بديلا عن البعض الآخر،طالما تغيت الأهداف نفسها وكان بالإمكان الاستفادة من تعددها واتساع مساحاتها (المفترضة)
ويربط ادريس الجرماطي المسألة بحضور هذا الاتحاد ومدى فعاليته: لا يمكن أن ننسب المصداقية لأي اتحاد إن لم يكن بعيدا عن الأنا العليا والمصلحة الخاصة. واتحاد كتاب الجنوب نريد منه حلقة تقاربية للأفكار والتكتل الهادف والموضوعي...
ويقدم محمد كروم إجابة واضحة وقاطعة:لايمكن أن يكون بديلا عن اتحادات أخرى خاصة تلك التي لها وجود فعلي وحقيقي . بل يمكن أن يكون إضافة نوعية لها. أما الإطارات الأخرى الموجودة على الورق فقط فلا مانع إن كان بديلا عنها لأنه في هذه الحالة سيسد فراغا لا تقبله الطبيعة.

وفي الأخير فإن سؤال الكيف هو المبتدأ والخبر، لأنه سؤال الشروع في الفعل، والابتعاد عن لغة الأماني والأحلام. يقول محمد بوشيخة أن خلق نقاشات موسعة كهذه خطوة في الطريق إلى التأسيس القانوني من خلال تحيد مكان للإلتقاء فعلا.
أما ادريس الجرماطي فيعتبر أن التواصل المستمر دون خلفيات ذاتية أو أنوية هو ما يجعل اتحاد أدباء الجنوب يظل في الواجهة.
وتوجز عائشة بورجيلة سؤال الكيف في خطوات إجرائية ملموسة، ففي نظرها يلزم أولا لم شتات الأدباء،وثانيا إعطاء المبادرة للمبدعين من أجل التعبير والمناقشة واكتشاف مكامن الجمال بالكلمة، وثالثا ومناقشة الفكرة والأفكار المتعلقة بها.
ويضي محمد كروم النقاش أكثر بجملة من التدابير التي تحتاج وعيا وتضحية من الأعضاء فحسب كروم لا بد من :

ـ  الاحتفاء بإبداعات أعضاء الاتحاد: بالكتابة عنها، تنظيم حفلات التوقيع،المساهمة في توزيعها...
ـ إصدار مجلة جنوبية (أو التنسيق مع الإخوة في زاكورة أصحاب مجلة الثقافة الجنوبية لإغناء تجربتهم) تكون منبرا جامعا لمثقفي الجنوب ومنفتح على مثقفي مناطق أخرى.
ـ تكريم الأدباء جنوبيين وغير جنوبيين.
ـ تنظيم أنشطة ثقافية بمختلف مدن الجنوب.



هل اتحاد أدباء الجنوب بديل عن اتحادات أخرى؟ 
إذا كان القصد من( توحيد الاتحادات)،توحيد الجهود وتركيزها والسمو بأهدافها ،فنعم لاتحاد واقعي موحد،أما الاتحادات المفترضة فلا يمكن أن تتعارض أو أن يكون بعضها بديلا عن البعض الآخر،طالما تغيت الأهداف نفسها وكان بالإمكان الاستفادة من تعددها واتساع مساحاتها (المفترضة)
وأخيرا يجمل القاص الروائي محمد كروم ضرورات الاتحاد فيما يلي:
1 ــ تبادل الاهتمامات والانشغالات والاطلاع علىمختلف التجارب التي تنمو وتكبر قريبا منا.

 2 ــ جمود وتهميش الفعل الثقافي بالمنطقة التي ننتمني إليها .
3 ـ التأسيس لفعل ثقافي جديد يمكن أن يقوم بدوره الحقيقي في النهوض بالإنسان المغربي على اعتبار أهمية الثقافة في أي مشروع نهضوي...
4 ـ الحاجة إلى تجميع الطاقات الثقافية المتفرقة بالمنطقة الجنوبية وهيكلتها في إطار فاعل يمكن أن يشكل قوة اقتراحية.
 





الأدباء رأس مالهم الحلم، لكن لديهم إيمان متجدر أن هذا الحلم إلى تحقق، وهو ما يجعل من اتحاد أدباء الجنوب حلما على أهبة التحقق، لكن ما يحول دون فعاليته في اعتقادنا هو كون النقاش المطروح هو بين ستة أعضاء تقريبا في حين اكتفى العديد من الأعضاء بالمتابعة من بعيد رغم اقتناعهم وإصرارهم في الدردشات الجانبية على ضرورة وجود اتحاد افتراضي أو واقعي ورغم تلقي العديد منهم دعوات للمشاركة وإغناء النقاش..
 أيضا لو أنصت الأدباء إلى بعضهم وقرؤوا وتابعوا حركية جنوبهم المائر ولم يكتفووا بالتشجيع صمتا لبلغ العمل الوحدوي شأوا كبيرا.. والنقاش ما زال مفتوحا...

اتحاد أدباء الجنوب على الفايسبوك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقا مم تخاف؟