المهلـــــــوســــــون الـــــــجدد

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

بابة "بيت الملائكة" لمحمد الناصر




بابة "بيت الملائكة"

حكت "الشخلعة" "لسبلة" عن جدتها "سمهج"، أن "العبيط" نزل على بلد في الليل، صحى زعيقه النائمين، ملائكة من السماء، ستنزل في ليلة يغيب قمرها، وتختفي نجومها وراء الغمام، ينزلون على هيئة رجال صم بكم عمي، يأكلون مما تأكلون، ويشربون مما تشربون، وستدعو لهم من يعاشرونها من الحريم، لكن "العبيط" حذرهم، فعندما يغضبون، تنفتح عيونهم عن السعير، ويخرج من خشومهم لهبا، يحرق بلدهم، بناسها وزرعها وبهائمها، وإذا نده الجبل الريح، لكي تأتي من فوقه، وتطفيء نارهم، دكته الملائكة، لا يمنع خيرها أو شرها غير خالقها.

الخيمة: تحكي المشخلعة عن الرجال الملائكة، وهي تنظر إلى رجال "السيل" يجلسون قدتم خيامهم، يلعبون "السيجة"، ويحسبون ما يقي في جيوبهم، من ثمن مصاغ الحريم.
سخر الناس من كلام العبيط، ربطه العيال في نخلة، وجعلوا ظهره للهواء، كانوا كل ليلة، يمطونه بنشو الجريد على مؤخرته العارية، وكان ما قال العبيط.
نزل البلد رجال، الواحد منهم أضخم من بقرة، وأطول من جمل، يضعون على رءوسهم عمائم من حديد، ويمسكون بعصي، لو سقطت على رجل عجل لكسرتها ، يسيرون رغم عميهم تجاه النخلة، التي ربطوا فيها العبيط، فكوا الحبال، وانتشر الكلام في البلد عن الرجال الملائكة، الصم البكم العمي، يمطون العيال على مؤخراتهم بالكرابيج، بعد أن ربطوهم في النخيل  بدلا من العبيط.
قرر ناس البلد أن يعملوا بنصيحة العبيط، ذبحوا لهم من خرافهم وبقرهم، أقاموا لهم عزومة، وطلبوا الرضا، أكلت الرجال الملائكة وشربت، واختفى العبيط من البلد، ثم أتوا لهم ببنات، لم يركبها إنس ولا جن، جعلوا لهن بيتا على البحر، إذا ركبهم الرجال، الذين قال عنهم العبيط أنهم ملائكة، سمعوا لهن صراخا يثير جنون حريم البلد فيضربون بطون رجالهن النائمين  بالعراجين، وعندما يتوقف صراخ بيت الملائكة، يرى الناس الرجال الملائكة، ينزلون البحر، يعومون من البر للبر ويعودون، ويبقى الناس على هذه الحال شهرا، لكن رجلا من البلد يقال له "زغبوط" لم يصدق حكاية الرجال الملائكة فاعتلى سطح البيت في ليلة مظلمة، ورأى العجب، لم تكن الملائكة  صما بكما  عميا، كان الواحد منهم يحدث البنت العارية أسفله، كلامه يجعلها تنتفض مثل بلطية خرجت توا من الماء، شعروا به قيدوه، وخيروه بين أن يشاركهم البنات والطعام والبوظة ويقوم على خدمتهم، أو صلبه على باب البيت، قربانا من ناس البلد للملائكة.
فعل "زغبوط" بالبنات  مثل فعلهم، وظل يأتي لهم بالطعام والشراب.
مضى شهر آخر، وكانت الناس لم تر الرجال الملائكة منذ ثلاثة أيام، سألوا فقالت البنات أنه قد صار لكل واحد منهم جناح، وطاروا في السماء.
تركوا البنات التي حبلت يخدمهم زغبوط الذي شهد أنه رأى الملائكة تطير في السماء، وحرمت أجسادهن على رجال البلد، لما ولدن سموا المواليد عيال الملائكة وظل زغبوط يخدمهن، ويركب كل واحدة ليلة، إذا حبلت يقول أن الملائكة جاءت في الليل، ركبتها وعادت.

بعد سنوات سكر زغبوط سكرة شديدة، حكى لأمه أن الملائكة رجال يسيرون في البلاد، قبل أن يدخلوا بلدا يرسلون "العبيط"، يحدث عنهم الناس، يأكلون ويشربون ويركبون "الحريم"، ثم يتسللون في الليل ويختفون، يبحثون عن بلد تصدق حكاية العبيط، وأوصى أمه على عيال الملائكة، أكثرهم اولاده،
 لعنت أمه البطن التي حبلت به، وسارت في البلد، تفضح بيت الملائكة، هجم الناس على البيت، كتفوا زعبوط في نخلة وطلبوا الحقيقة، أصر على أن أمه كاذبة، وأنه رأى بعينيه التي سيأكلها الدود، الملائكة وهي تطير في السماء، نزل على الناس مطر، صاح وابتهل، الملائكة تبكي في السماء عيالها، هلل الناس، وأعادوا الحريم والعيال إلى بيت الملائكة.
وجاءت الناس من البلاد المجاورة تزور البيت، للفرجة على الحريم والعيال، لكن بعد شهور، بدأت الحريم والعيال تموت، وبعدها وجدوا زعبوط مشنوقا على باب البيت، ثم جاء بعد سنين من هدم البيت، وجعلوا مكانه جبانة البلد، ولم تحك سمهج عن الذي شنق زعبوط الا قبل موتها بشهور، جمعت الناس تحت جميزة دوار العمدة وحكت لهم.
انه لما غلب الترك طومان باي وعلقوه على باب زويلة مشنوقا هرب من بقي من رجاله في بلاد الله، منهم من سافر للشام والمغرب، ومنهم من عدى البحر الاحمر، لكن جدها الكبير قال: نفر من مصر الى مصر. وأخذ امرأته وابنته الوحيدة وهرب الى الصعيد، ينتقل من بلد الى بلد، كان جدها صاحب فتوى تحق حتى على السلطان، اذا عرفه الناس أكرموه، حتى نزل التالحة، حكى له شيخ البلد عن بيت الملائكة، وطلب منه الرأي والمشورة، استعاذ جدها  من الشيطان الرجيم، وصلى وسلم على موسى وعيسى ومحمد وكل نبي من قبل ومن بعد جدهم ابراهيم، يبرؤون من فعل الأنجاس، أشار عليهم أن يبيعوا العيال مماليك، لما علم زغبوط بنوايا شيخ البلد، كان يضع السم للبنات وعيالها، لم يبق في البيت غيره، وبنت مسكينة مات عيلها مسموما.
- شنق الترك على باب زويلة فارس كريم، واليوم نشنق على باب بيت الملائكة، نجس لئيم، وفي الليل تمكن جد سمهج من زعبوط وهو نائم، كتفه قبل أن يشنقه على باب البيت، حكى زعبوط، ما كان من الذين تخفوا في هيئة الملائكة، ثم دله على المكان الذي قصدوه.
علم شيخ البلد من جد سمهج، باللذي حدث بينه وبين زغبوط، استأمنه ابنته، وخرج يبحث عن الملائكة الصم العمي البكم، الذين يسبقهم عبيط، وفي كل بلد ينزلون فيه، إذا وصل جدها الى بلد، يجدهم قد خرجوا، يبيع العيال الذين أنجبوهم وأمهاتهم مماليك، داخ السبع دوخات، وفي كل دوخة يصلي ويسلم ، على محمد وكل نبي قبله، يقول ثوابه عند الله،  ويطلبهم من جديد، لما خرجوا للسودان خرج وراءهم، حتى مات جدها وهو يدور في البلاد، ولما جاء خبر موته، مع مركب قادم من السودان ترحم عليه شيخ البلد، واعطى ابنته عكاز أبنوس كل ما بقي منه مكتوب عليه في ناحية آيات من سورة محمد وفي ناحية آيات سورة مريم، أهداه إليه ملك من ملوك السودان، وزوجها شيخ البلد لولد من أولاده، أنجبت وكان آخر احفادها عمدة التالحة، ثم لوحت سمهج بيدها بالعكاز وقالت هو من بعدي للمشخلعة، إذا كان نصيبها السخل، فالعكاز لولده من بعده، ولكل أجل كتاب، لم تمض شهور، حتى ماتت سمهج، وبعدها رأى الناس العكاز يتأرجح في الهودج مثل حلق، لما رآه الناس طلبوا الرحمة لجدتها سمهج.

من رواية السرابيل لمحمد الناصر-
كتاب الحريم- ص134- بابة الملائكة من ص146 الىص151
الطبعة الاولى 2007- نادي القصة- الكتاب الفضي -دار اكتب للنشر والتوزيع

الأحد، 28 أغسطس 2011

النار والكتاب- ادريس الجرماطي



النار والكتاب


  

    الليل طويل والمسافة أطول، القوارب المهشمة منتشرة في المكان، أشخاص يتجولون هنا وهناك، "رازيس"، يستلقي على التراب ينظر إلى كومة نار تلتهم صفحات كتاب رماه احدهم  بعد أن انتهى منه، أو أنه كان يريد الخلاص من تلك الأوراق لسبب آخر....
       يرى النار تهمد قليلا كأنها امرأة تلمس يد طفل تراه لأول مرة تراه، يرى ذلك، يعرف أن النار لم تستوعب فكرة ما في صفحات الكتاب، ويلزمها أن تتمعن في الأفكار علها تستوعب شيئا مع الوقت، لكن سرعان ما يراها تتحدث لوحدها مشتعلة تصل أليافها السماء والناس هناك يفرون من مشهدها ، إذ ذاك يعي "رازيس" أن النار متشوقة لقراءة النص كاملا ،  يقف يسير تاركا النار تلتهم الكتاب بطريقتها الخاصة، بينما هو يرى أن النار سيكون لها رأى آخر في القراءة  وما نكتب بجوارح ستنسى  ذات يوم في ذات مكان....   

ادريس الجرماطي- من مجموعة رقصة الجنازة

الجمعة، 26 أغسطس 2011

توضيح بخصوص مراسلة السيد الناظر حول فاتح شهية




نادي الإبداع الأدبي والمسرحي
ثانوية ابن سليمان الروداني
تارودانت في: 04/06/2011

إلى السيد: مدير ثانوية ابن سليمان الروداني- تارودانت

الموضوع: توضيح بخصوص مراسلة السيد الناظر

سلام تام بوجود مولانا الإمام

وبعد:
بعد تسلمي منكم بتاريخ 30 ماي 2011 المراسلة التي وجهها لكم السيد الناظر يوم 17 مارس 2011 تحت رقم 2/2011 والمتعلقة بالنشاط الثقافي الذي أنجزه نادي الإبداع يوم 5 مارس2011 وتم فيه الاحتفاء بالكاتبتين خديجة كربوب وفاطمة الزهراء رياض بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، كما تم فيه توقيع كتاب "فاتح شهية" لفاطمة الزهراء رياض، وكان موضوع مراسلة السيد الناظر هو "قراءة" في الكتاب المذكور أنجزها الأستاذ رشيد هيبا، بعد تسلمي هذه المراسلة وقراءتي لقراءة "الأستاذ رشيد هيبا كان لزاما ان أسجل الملاحظات التالية توضيحا للبس:"
1- اعتزازنا بتتبع الجميع لأنشطة نادي الإبداع.

2- إن قراءة كتاب "فاتح شهية "من طرف الأستاذ رشيد هيبا لم تكن بمبادرة شخصية بل كانت بطلب من السيد الناظر (الذي أخبرني بذلك) وهو ما لم تتم الإشارة إليه.

3- هذه أول مرة تقدم فيها مراسلة من طرف السيد الناظر للسيد المدير حول نشاط ثقافي رغم كثرة الأنشطة.

4- ما قام به الأستاذ هو قراءة و كل قراءة تكون ذاتية و لا تخضع للإضافة و الزيادة من طرف رغبات و ميول الكاتب و أهوائه و ثقافته و هذا ما ينتج تعدد القراءات و قراءة قارئ معين ليست ملزمة للآخرين.

5- ومع ذلك كنا سنسعد لو أن الأستاذ حضر اللقاء وقدم قراءته وساهم في النقاش حتى يجعل الفرع المحلي مساهما في التتبع التربوي وليس الرقابي فقط.

6- إن القراءة موضو ع المراسلة لم تر في الكتاب  إلا جانبه السلبي (مما يجعلها غير موضوعية) الذي اختصره في جانبين اساسيين : الشكل و المضمون و اعتبرت الكتاب مليئا بالأخطاء و يحمل أفكارا تخص صاحبته فقط، و انتهت القراءة إلى الحكم على الكتاب بالخلو من أي رسالة فنية و جمالية معنوية"

7- لن أتوقف في الرد على طابع التهكم و السخرية و التعالي أو طابع الوعظ و الإرشاد اللذين غلفا قراءة الأستاذ بل سأرد على بعض العناصر مثل :
*الأخطاء التي تحدث عنها الأستاذ لا تقلل من شأن الكتاب و لنا أدلة كثيرة منها:
*امتلاء الكتب المدرسية نفسها  بالأخطاء  و مع ذلك ندرسها للتلاميذ.
* الأستاذ رشيد هيبا نفسه قدم في نفس الشهربالثانوية نفسها كتابا للأستاذ مصطفى المسلوتي عن شخصية ابن سليمان الروداني و فيه من الأخطاء (مطبعية أو غير مطبعية ) فوق ما في "فاتح شهية" دون حرج و دون خوف على معارف التلاميذ.
*  الأستاذ الدكتور الناقد رشيد هيبا نفسه يرتكب أخطاء فيما يكتب و يكفي للتدليل على ذلك أن نتأمل التقرير الذي كتبه في حق "فاتح شهية" لنجد مجموعة من الأخطاء و هي ليست مطبعية طبعا و أوضحها :

قوله : قد يحملوا و الصواب قد يحملون
فالبيان و الفصاحة في هذا العمل غير واضح بل قد يكون و الصواب : غير واضحين / قد يكونان
و إذا اكتشفت القارئ البدائي و الصواب القارئ المبتدئ فلا وجود لقارئ بدائي و قارئ متحضر
و في هذا الأمر خطورة بالغة على المتلقي (فئة التلاميذ) الذين الصواب المتلقي (,,) الذي ...
الياء الممدودة في تعليقه على أراكي ـــــــــ فلا ندري في أي قاموس لغوي توجد الياء الممدودة
و مع ذلك لن نقول كما قال الأستاذ و هو (ينصح) الكاتبة بوجوب العودة إلى "أمهات الكتب العربية الأصيلة لتمتين الروابط مع هذه "اللغة"

8- قول الأستاذ "ليس كل كتابة قابلة للقراءة و ليس كل قراءة قابلة للقراءة" يذكر بمحاكم التفتيش و يتنافى مع الحق في حرية القراءة والتعبير الذي نصت عليه كل المواثيق و العهود الوطنية و الدولية.

9- مشكل التجنيس الذي يطرحه الكتاب يعتبر من نقط قوته و ليس ضعفه. و هنا نحيل الأستاذ والقارئ على مجموع النظريات الأدبية التي تجاوزت نظرية الأجناس الأدبية و اقترحت لها بدائل أخرى مثل "النص" و "الكتابة" و ما كتبه "رولان بارت" و "جيرار جينيت" و "تودوروف " و "أدونيس" وغيرهم كاف للوقوف على الحقيقة .

10- التناقض بين الغلاف و المضمون لا يخرج عما نظر له "رومان جاكبسون" في "تخييب أفق الإنتظار" أو غيره في "شعرية المفارقة".

11- التعبير المبسط في لغة الكتاب و الذي يقترب من لغة التعبير الدارج عند الكاتبة كما يقول الأستاذ ، لتبريره نحيل الأستاذ و القارئ معا على ما يتضمنه كتاب "ظاهرة الشعر الحديث " لأحمد المجاطي و الذي يّدَرِّسُهُ الأستاذ لتلامذة الثانية آداب ففيه مبحث بعنوان "لغة الخطاب اليومي في لغة الشعر الحديث" و فيه يؤكد المجاطي على أن مجموعة من الشعراء الكبار المحدثين أمثال "أمل دنقل" و"بدر شاكر السياب" قد تبنوا في شعرهم لغة الخطاب اليومي ,

12-"طناجر الأمل" تعبير اعتبره الأستاذ من الناحية  اللسانية والسيميائية  نوعا من (الانتكاسية) اللغوية، لكن من الناحية البلاغية يعتبر نوعا من المجاز الاستعاري البعيد  الذي يربك المتلقي ويخلق ما يسميةه كمال أبو ذيب "الفجوة/مسافة التوثر" وهو ما أتبثه أبو تمام في شعره وعبد القاهر الجرجاني  في دلائل إعجازه. ولنا في قصة  "ماء الملام" و"جناح الذل" التي حدثت مع أبي تمام عزاء في ذلك.

13- الحديث عن الجسد الحاضر "بقوة كفاعل رئيسي في تأثيث فضاء التعبير" أغفل الحديث عن الجسد المطروح و بحدة في نصوص كثيرة مقررة في المناهج الدراسية , كما أنه لا يكاد يقارب أو يوازي حضوره في كتاب "الخبز الحافي " "لمحمد شكري" و الذي يقدمه بعض أساتذتنا لتلامذتهم هدايا و ينصحونهم بقراءته دون أن يروا في ذلك أي نوع من "انواع الخداع المخلخلة لمشاعر المتلقي ".

و نؤكد في الختام أن نادي الإبداع يقدم الورود والأزهار لكل مبدع كيفما كان حجمه ويشجعه على الكتابة ولا يطارده بالحجارة والفؤوس الهدامة.

الخميس، 25 أغسطس 2011

خيط رفيع للقاص المغترب مصطفى الدرقاوي



(خيط رفيع )إصدار جديد 
للقاص المغربي المغترب مصطفى الدقاري
متابعة : عزالدين الماعزي

صدر للقاص المغربي المقيم ببايون بفرنسا مصطفى الدقاري مجموعة قصصية جديدة اختار لها من العناوين (خيط رفيع)في 66 ص من القطع المتوسط في حلة أنيقة يحمل الغلاف لوحة للفنان الهايتي (لوفي إكسيل) ضمن منشورات سلسة الضفة الأخرى وتحت إشراف وتصميم أجراس الثقافية  ومشرفها سعيد بوكرامي عن دار القرويين بالبيضاء.
تضم المجموعة 16 نصا قصصيا قصيرا ما بين (انفلات وتسلل وتلك الشمعة وحكاية رحيل وحوافر وخيوط صفراء الى عندما تكلمت النوارس ومكر ومن ينسى ونساء وطين)
المجموعة القصصية تتحدث عن تفاصيل المغتربين في أوربا وهجرتهم وظروف عيشهم في المنافي انه دكالي نادر غادر الديار مبكرا ليتابع دراسته ويبحث عن الحكاية التي تتناسل من الحكاية الكبرى ليشكل بها رؤية حول الذات والعالم بذكريات موجعة تتوخى القصر والإيجاز وحضور المعنى والإيحاء والسخرية وحضور عنصر الدهشة والمفارقة..
وتجدر الإشارة ان هذه هي المجموعة الثانية بعد الأولى (الأندلسية) أيضا ضمن منشورات أجراس الثقافية .
نقرا في الغلاف الأخير مقطعا من نص (تلك الصورة ص19)
عندما احتجت إليهم كانوا قد رحلوا لم يتبق منهم الا بعض الصور الباهتة. صور حقيقية وأخرى ذهنية .هم حقيقة غابوا لكن آثارهم بقيت حاضرة في . توخزني بدبابيس حادة وكأنها تمنعني بكل قوة من النسيان.
وكيف لي ان أنسى وأنا المولع بهم..وبحكاياتهم..؟
كلما زرت أمي هرعت الى غرفت ألتقط علبتي المعدنية من تحت السرير. وهي تعرف ذلك، في غيبتي تهتم بالعلبة ، تفتحها وتعيش مع صورهم.. صور الذين كانوا هنا ورحلوا.
مصطفى الدقاري كاتب وباحث ودكتور في الآداب . مغربي الجنسية يعمل أستاذا اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية في جامعة بايون بفرنسا.

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

النقد بقدر الدفع

النقد بقدر الدفع

اعزائي الادباء المغاربة ، في المغرب فقط نجد دكتور ادب عربي و ياحسرتي على الالقاب الفارغة كلفه مديره بنقد وتحليل مجموعة قصصية وفرض عليه استعمال المناهج الحديثة من قبل رولان بارت فاذعن المسكين لامر سيده وبدا بتحليل قصص الاستاذة القاصة فاطمة الزهراء الرياض ولكم ان تتصوروا كم ستكون نتائج تحليله وتسلحه بالنفد الحديث مهمة فقد اتهمها في اخر المطاف بخلخلة أخلاق التلاميذ.

هدا الدكتور هو رشيد هيبا الدي يعمل في الثانوية التاهيلية ابن سليمان الروداني وقداهانه ان تكون استاذة في عمر ابنته قاصة متميزة قد اصدرت عملها الاول في حين ينتظر هو ان تجود عليه الجهات المانحة بكرم طبع قصصه التي ننتظرها بشغف لنرى ان كانت ستعيد الاخلاق للتلاميذ ادن احبائي هناك ناقد تحت الطلب لكمن اراد الانتقام من مبدع .وهو رشيد هيبا من ثانوية ابن سليمان الروداني.في مدينة الابداع تارودانت والطريفة حسب درجة اللدغ.


السعيد الخيز

الاثنين، 22 أغسطس 2011

قراءة في كتاب"فاتح شهية" لصاحبته فاطمة الزهراء رياض




الموضوع: قراءة في كتاب فاتح شهية
لصاحبته فاطمة الزهراء رياض



سلام تام بوجود مولانا الإمام نصره الله
وبعد يشرفني ان أخبركم أن نادي الإبداع الأدبي والمسرحي نظم نشاطا بالثانوية يوم05 مارس2011 تمثل في الاحتفاء بالكاتبتين خديجة كربوب وفاطمة الزهراء رياض بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وقد تم بالمناسبة توقيع كتاب -فاتح شهية- لصاحبته فاطمة الزهراء رياض، وإيمانا من الفرع المحلي للأنشطة بضرورة ممارسة مهامه في تخليق الحياة المدرسية على العموم وعمل الأندية على الخصوص، فقد قام بقراءة هذا الكتاب المنشط الرئيسي للفرع المحلي للأنشطة الأستاذ الدكتور مولاي رشيد هيبا وأعد التقرير التالي:
أنهي إلى علم أعضاء الفرع المحلي للأنشطة أنه قد تمت قراءة كتاب "فاتح شهية" لصاحبته فاطمة الزهراء رياض، وبعد قراءة متمعنة وفاحصة ثم نقدية، ودون أي إصدار لأحكام ذوقية، رأينا أن هذا الكتاب من الناحية الشخصية يتميز بالمواصفات التالية:

1- التباس على سمتوى بنية الغلاف، إذ أن صاحبة الكتاب فضلت أن تعتبر العنوان وما يحمله من دلالات مجرد نصوص أدبية (أنظر الغلاف)، ونؤكد هذا الطرح من خلال نص "رسائل إلى هؤلاء" ص06 "...نصوصي المتمردة على التجنيس..."
فالطرح النقدي سواء البنيوي أو النفسي أو الاجتماعي أو حتى الظاهراتي، لا يستطيع أن يصنف هذه النصوص، هل تنتمي غلى خانة الكتابة القصصية أو قصيدة النثر الشعري،...إذ بعيارة رولان بارت "النص الذي لا يوجد انتماء لذاته هو نص لقيط"، وبالتالي فإن غموض جنس هذا الكتاب يجعلنا غير قادرين على امتلاك الرؤية النقدية التي تؤطر ويبقى الطرح الأخير، وهو طرح افتراضي ان تعتبر هذه النصوص مجرد خواطر ليس إلا.... وخير مثال على ذلك نص خواطر ص63. إذ ان ما قامت به الكاتبة على مستوى بنية اللغة فإن هذا الكتاب يعبر على حالة فريدة التعبير الجمالي والفني، إذ ان النصوص تفتقر إلى النضج والإحساس بذلك الفعل الكلامي الذي تمارسه، فهناك اختلال صارخ بين بنية الدال والمدلول في ارتباطها بالموضوعات التي تطرحها الكاتبة، ولعله من المضحك أن نجد عبارات مركبة تحاول أن تجعل القاريء يتوهم أنه بصدد عملية انزياحية أو رمزية أو حتى صورية تقول الكاتبة في هذا الصدد ص07: "إلى الأحلام التي كنا نعد وصفتها...على طناجر الأمل" فالطناجر جمع طنجرة، لكنه يعتبر من الناحية اللسانية أو السيميائية، نوعا من الانتكاسية اللغوية بحسب تعبير "بلومفيد" في منظومة اللسانيات النفسية، لكن يبدو أن هذه الطناجر العجيبة فاتحة لشهية أقرب سيميائيا للطرح الموجود في العنوان "فاتح شهية" إذ ربما  تكون هذه الطناجر العجيبة فاتحة لشهية القارئ الذي قد يصاب بالتخمة منذ الوهلة الأولى بل ان المستوى اللغوي يعبر عن أزمة تداول لغوي عند الكاتبة فمثلا في ص33، كتب كلمة "أراك" المقصود بها( امراة) على الشكل الآتي(أراكي) بالياء الممدودة وكأننا أمام عملية عروضية، إذ لا وجود للخطأ المطبعي في هذه الحالة، بل هو خطأ تتحمله الكاتبة، في هذا الأمر خطورة بالغة على المتلقي (فئة التلاميذ) الذين قد يحملوا الأخطاء محمل الصواب، كما نعثر على عملية الجمالية التي يلزم توفرها في أي نص أدبي جميل.

المستوى اللغوي لا علاقة له بظاهرة الغموض أو بظاهرة التجديد اللغوي أو الانزياح... انه تعبير مبسط جدا قد يقترب من "التعبير الدارج" لدى الكاتبة، ومن تم وجب العودة إلى أمهات الكتب العربية الأصيلة، لتمتين الروابط مع هذه اللغة، لتكون لها القدرة فيما بعد على التعبير والإفصاح والإبانة . فالبيان والفصاحة في هذا العمل غير واضح، بل قد يكون آخر ما فكرت فيه صاحبته.

2- على مستوى المضامين، فأنا لن أعلق كثيرا على الأفكار التي تتبناها الكاتبة، باعتبار أنها أفكار تخصها وحدها، لكن يبدو من خلال تسليط بعض بنيات التحليل النفسي "باعتبار ان الكاتب بصفة عامة هو ملك ذاته ونسيج مجتمعه" فإننا نلاحظ أن النصوص المطروحة تقدم شكلا لعلاقة شمولية وغير سوية للبنية النفسية للرجل والمرأة في المجتمع، وعلى المستوى النفسي يمكن اعتبار كل الخواطر الموجودة في هذا الكتاب تعبير على مستويات متناقضة قارة تصبح نظرة الجنسين، نظرة ازدراء أو احتقار، أو نظرة جنسية تتحكم فيها الغريزة ويحضر الجسد بقوة كفاعل رئيسي في تأتيث فضاء التعبير، واستعمال هذا المفهوم الأخير ليس سوى نوع من الخداع لخلخلة مشاعر القارئ، رغم أن هذه العملية هي من أصعب العمليات التعبيرية إذ يتوجب على الكاتب التسلح بمجموعة من النظريات في علوم التربية وعلم النفس، لأن المتلقي ليس متلقيا أحاديا، فهناك المراهق والمراهقة، وهناك صدمة القراءة بسبب انتقاء الفعل النفسي في ثنايا اللغة المستعملة ومن تم وجب ان نهتم بذكاء المتلقي، ولا نتلاعب بمشاعره، إذ ليس كل كتابة قابلة للقراءة، وليس كل قراءة، قابلة للقراءة.
لقد حاولت الاختصار أكثر حتى باعتبار أن هذه القراءة الخاصة بهذا الكتاب هي "تقرير" أنجز من أجل التنبيه أحيانا إلى أن جمالية القراءة تكمن في جمالية الكتابة، وإذا اكتشف القارئ البدائي الذي يقرأ لأول وهلة، أن ما يطالعه أمر سخيف أو غير قابل للتفكيك والتشضي، فإنه من الممكن أن يكون عازفا عن القراءة، فشريحة التلاميذ من أكثر الشرائح التي يجب أن نهتم بها أثناء الفعل القارئي، وأن نقدم لها بالتالي ما يقوي مستواها اللغوي والمعنوي، إذ لا يمكن أن نترك الروائع الجبرانية، والشابية، والمنفلوطية، لنقدم لتلامذتنا وأبنائنا كتبا تخلو من رسالة فنية وجمالية ومعنوية قد تكون محفزا حقيقيا لهم في المستقبل وأتمنى من الكاتبة ومن صميم فؤادي أن تترك أفكارها تختمر وتنضج أكثر، حتى تستطيع ان تكون أكثر إبداعا وحرصا على ذوق المتلقين.






الجمعة، 19 أغسطس 2011

أوبريت الربيع العربي

أوبريت الربيع العربي


حميد ركاطة

إلى شهداء الثورة العربية ب (اليمن / ليبيا/ سوريا / البحرين / مصر / تونس ........)

وهي تندد بسقوطه ونظامه للمرة المليون في الساحات والميادين ........
1)
صاح الزعيم :
أرفض التنحي حتى تسقطني صناديق الاقتراع  لست ذي النون ولسنا في مركب كي ترغمونني كي ألقي بنفسي في البحر لن يبتلعني حوت ولن أغفر لعصيانكم
قال الشعب كلمته ومضى في طريقه نحو خيار وحيد" إ س ق ا ط   ا ل   ن ظ ا م ة "




2)
قال الديكتاتور :
من أجلكم أسقطت طغاة  ، فحملتمونني على الأكتاف وأقمتم لي كرسيا واحدا ، ابان احتفالي وإياكم وطنت  صرحه  . واليوم لماذا  تنددون   بسقوطه لست أدري من أغرق دعائمه في الدماء والدسائس
قال الشعب : أررررررررررررررررحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
امتثل الزعيم وقاد مظاهرتة وحيدا منددا بسقوط شعبه ، متهما جهات أجنبية بالتآمر على البلاد وثوار ا بالخيانة الكبرى للوطن .

  


3)
قالت المذيعة :
لقد ابدع زعماءنا وتفننوا طيلة عقود في الانصات إلى :
لغة الأرقام ,,,,,,,انقطع التيار وقضينا ليلتنا نتظر ،
خمنا طويلا ، حللنا عللنا فسرنا أطنبنا صمتنا  تحسرنا  ,,,دون أن ندرك الحقيقة إلا  في صباح اليوم الموالي  وقد اندلعت شرارة ثورة  رهيبة ، أن حكامنا اعزهم الله  تفننوا في :
الانصات للغة أرقام حساباتهم الشخصية
 وتمطيط نسب الأمية
وتقليم أجنحة  الحرية
والعزف على وثر العمالة لدولة أجنبية



4)  الربيع قادم لا محالة هكذا قلنا ......
هكذا .......
هكذا  أدركنا كيف صارت الديمقراطية  رقما يعاني من تضخم أنا الزعيم وانفلات شكيمة حساباته المفرطة في الحساسية  لمادة  لو أتقن فلسفتها لا أ غ ر ق ....... ما تبقى من أحرارهـــــــــــــا  في  غيـــــــــــــــاهب  الأبناك....


 




5) مناورة ....
الحاكم يغزل الصوف 
وزوجة  تغزل حبل مشنقة لقضاة المدينة
الحاكم ينسج زربية
وزوجته تنسج تاريخ خياناته  البهية ..
الحاكم  يتسلل ليلا نحو حانة في ضواحي المدينة
زوجة الحاكم  كانت  على امتداد تاريخ هزائمنا هناك تقدم للغرباء تفاح المدينة
وال ح ا ك م
زوجة
 ا
    ل
     ح
 ا
ك
م

على مشانق في ساحة عمومية تلوح بجثت

الأحد، 14 أغسطس 2011

القاص المغربي شكيب أريج ...في ضيافة المقهى

القاص المغربي شكيب أريج...في ضيافة المقهى





الحلقة 82-
فاطم الزهراء المرابط

قلم مغربي، يبحث بشكل مستمر عن مقهى يلائم تطلعاته الإبداعية وركن هادئ من أجل نسج نصوصه القصصية التي تنشر أريجها هنا وهناك، يبحث عن الكلمة الجادة والهادفة لتأثيث أحداث قصصه، من أجل التعرف على علاقة المبدع المغربي شكيب أريج بالمقهى كان الحوار التالي…

من هو شكيب أريج؟
شكيب أريج من مواليد 1979 بتارودانت. أستاذ اللغة العربية- حاصل على الإجازة في الأدب العربي. مراسل صحفي لجرائد جهوية. مهتم بالشعر والقصة والرواية والنقد.
هذه سيرة حسن السلوك عندي. أما هويتي الخاصة جدا فهي: جني مصاب بالحول. شيخ أنابيب. قطرة ماء تحت المكواة. وببساطة شديدة للغاية (واحد من الناس).

حدثنا عن مسيرتك الإبداعية؟
أنا في بداية الطريق، لذلك من السابق لأوانه أن أدعي أني قطعت مراحل مسيرة إبداعية. إن شئت الدقة، أقول لك أني أمشي بخطى ثابتة وواثقة.
لا أريد أن أكون كاتبا بين السطور فقط، لأن المبدع يكتب ويبدع في حياته وبحياته. الذي يعرفني حق المعرفة يعرف أني متدبدب بين الخاطرة والشعر والمقالة والمسرح والسينما والقصة والنقد. أنوع أدبيا خشية أن تكون لي مسيرة إبداعية واحدة ولا أؤمن بالتخصص في الإبداع.
اللحظة أضمر الكثير من النصوص الجميلة أخمرها ولا أستعجل، وأكتفي بالقراءة بشراهة بل بشراسة. لو رجعت بك إلى أول عهدي حين أسسنا نادي المبدعين الشباب برحاب جامعة ابن زهر بأكادير، وكنت من أوائل الذين افتتحوا حلقيات أدبية في الفضاء الجامعي، لو رجعت إلى تلك النقطة البدئية لقلت لك أني اخترت منذ ذاك الحين تنويع مساراتي، فتركت عشقي للشعر وانكببت على متن الرواية الإبداعي والنظري وكانت الخلاصة بحث بعنوان: ” خصوصية السرد عند أحلام مستغانمي”.
بعيدا عن الأدب قمت بدراسات عميقة فيما يخص الفكر الإسلامي: (دكتاتورية الشيوخ) (ما الغاية من الحجاب؟) (مجتمع العبيد في الإسلام). ومنذ 2004 وأنا مراسل صحفي لجريدة الأفق الجديد. انشغلت حينها بالمقالة ولا زلت أعمل اليوم مراسلا لجريدة عيون الجنوب. وهي تجربة مهمة تجعلك دائما على قيد الكتابة وعلى قيد النشر.
وأخيرا ها أنا بصدد الرتوش الأخيرة في مجموعتي القصصية “كائن ذهني” وبصدد الإعداد لسلسلة من الحوارات مع كتاب القصة تحمل عنوان: “عين على القصة”.

ما هو الدور الذي يلعبه النشر الالكتروني في مسيرة الكاتب المغربي، ومسيرتك الإبداعية بشكل خاص؟
النشر سلطة. هذه السلطة لا تستمد شرعيتها من قيمة ما يكتب، بل من قيمة مركز الناشر ونفوذه وجاهه، قل لي كم معك؟ أقل لك كم كتاب ستنشره. بسبب ذلك عرف الأدب على غرار باقي الميادين جنرالات وحيتان كبيرة. فأصبحنا نجد مثلا في المقررات الدراسية أسماء محسوبة على جهات رسمية أو مناطق من المغرب النافع، هذه الأسماء دون غيرها هي التي تستشيط نشرا.
ومع ظهور النشر الإلكتروني انقلب الأمر رأسا على عقب، فهذه الأسماء/ المشيخات لم تستطع جلها مواكبة هذا النشر. وفي نفس الوقت كانت المبادرة للشباب باعتباره الأكثر تعاطيا مع التقنية الحديثة. في هذا السياق يمكن الحديث عن النشر الإلكتروني بالنسبة للكاتب المغربي، فرغم ما قد يقال عن ميوعة مشهد النشر الإلكتروني وانحسار سلطة اللغويين به، إلا أن لا أحد ينفي حضور الكاتب المغربي وإسهاماته الجادة على الشبكة العنكبوتية. وبإمكانيات متواضعة نجد أن بعض الكتاب المغاربة قدموا ويقدمون مجهودا نظريا متفردا على مستوى التنظير للنص الإلكتروني والنشر الإلكتروني. وأعتقد جازما أننا اليوم أمام أسماء فرضت إبداعها وإسهامها الأدبي والثقافي عن طريق النشر الإلكتروني قبل أن تنفتح على النشر الورقي.
فيما يخص تجربتي الخاصة و(المتواضعة) في متاهة النشر الإلكتروني والتي لا تتجاوز عشرة سنوات فقد بدأتها بمقهى الشاعرة “سوزان عليوان” الذي كان يجمع ثلة من المبدعين والمثقفين. ثم نشرت في موقع القصة العربية الذي أعتبره مدرسة، حيث قرأت للعديد من كتاب القصة في العالم العربي، وأخذت عنهم العديد من الملاحظات التقنية والجوهرية. ونشرت أيضا بموقع القصة العراقية عند انطلاقه وقد ضم ثلة من الأقلام العراقية. وأخيرا وجدت نفسي أمام سيل من المواقع المتناسلة لأنشغل بالتدوين على مدونتي (فوانيس على الطريق) منذ سنة 2006.
أعرف الآن أكثر من أي وقت مضى أن النشر الإلكتروني وسيلة واحدة من بين وسائل متعددة. هو عالم افتراضي يعضده عالم واقعي، قد يمنحك طريقة مثلى لإيصال صوتك لأبعد مدى، لكن حذاري من الذوبان في ملكوته. لا أنكر أن للنشر الإلكتروني فضل كبير في تفاعلي مع قارئ وكاتب نوعي، لكني دائما أتساءل عن قارئ وكاتب من طينة أخرى يتواجد في الضفة الأخرى للنت.

ما هي طبيعة المقاهي تارودانت؟ وهل هناك مقاه ثقافية؟

تغص المقاهي في تارودانت بروادها، خاصة في أوقات الذروة. وحده المتأمل في بيت “محمد بنطلحة” (أجسادنا رسائل) ستصله رسالة واضحة مفادها: أن هذه الأجساد هي هنا من أجل شيئين: تطرد الملل وتطرد الذباب. وهي قد تقوم بجمبع الأفعال ( أكل، شرب، تحديق، هرطقة..) إلا الفعل الثقافي. لن نقول أن كل هؤلاء الناس ليسوا بمثقفين، ولكن حسبنا أن نقول مع “غرامشي” (كل إنسان مثقف، لكن ليس كل إنسان يقوم بعمل المثقف).
إذن فهب مقاهي لتزجية الوقت، يمكن اعتبارها قاعات انتظار أو قاعات لإعدام الوقت. هذا ما يؤكده رواج المقاهي المجاورة للطريق العام (حيث تنشط عمليات البحلقة والفرجة والمراقبة اللصيقة للغادي والرائح) وباختصار. لا توجد مقاهي ثقافية بتارودانت، وإن كنا لا نعدم بين الفينة والأخرى أن نجد مثقفين يمارسون الفعل الثقافي، وضد التيار يطالعون صفحات كتاب أو جريدة بدل مطالعة وجوه المارة، أو يرتعون في موضوع ثقافي بدل أن يرتعوا في أعراض الناس. وعلى سبيل التمثيل يحضرني اسم الباحث المفكر الأمازيغي رشيد الحاحي الذي كثيرا ما وجدته مرابضا في مقهاه الأثير حيث ألف الكثير من مقالاته وفصول كتبه. وأذكر أيضا المبدع سعيد الخيز الذي أعتبر المقهى مطبخه السري لروايته اليتيمة “سجين الهوامش” وحين هرب من روايته هرب من المقهى إلى غير رجعة. وأخيرا أذكر القاص محمد كروم الذي طالما زف لي في المقهى مشاريعه الثقافية التي ما لبتت أن تحققت.

كيف تنظر إلى العلاقة بين المبدع والمقهى خلال الفترة الراهنة وهل هناك علاقة خاصة بين المقهى وشكيب أريج؟

في اعتقادي الخاص أن المبدع راغب في فضاء يحتوي عزلته، ويمارس فيه شيطنته الإبداعية، لكن تعوزه المقاهي التي تلائم تطلعاته. ولأنه ليس شرطا أن يكون المبدع جليس مقهى فإن اعتباره- المقهى- مكانا عابرا سيؤشر على علاقة ملتبسة وعميقةـ أقول هذا وأنا أعرف حرارة وحميمية الفضاءات العابرة في حياة المبدع. وإن كنا لا نعدم بين المبدعين من يلخص علاقته بالمقهى في قهوة صباحية وجريدة. وقلة هم من يتخذون ركنا هادئا في مقهى صامت للكتابة أو القراءة. وأقل منهم أولئك الذين يصطادون عوالم طازجة للكتابة من عمق اليومي في المقهى.
رجوعا إلى علاقتي الخاصة بالمقهى، فما زلت دائم البحث عن مقهى يلائم تطلعاتي، وإلى ذلك الحين تبقى علاقتي بالمقهى علاقة عابرة. ونادرا ما تجبرني فوضى البيت إلى الهروب ومعي مستلزمات القراءة والكتابة بحثا عن ركن هادئ في مقهى. ونادرا أيضا ما أضطر وأنا برفقة طيبة إلى طرق كراسي المقاهي.

” المقهى مجرد فضاء للتسلية وتضييع الوقت”، ما رأيك في ذلك؟

من خلال إجاباتي السابقة يتضح أنني مستاء من مستوى المقاهي وأنني من هذا الرأي الذي يرى أن المقاهي هدفها تجاري محض وقلما تلتفت لما هو ثقافي. هي مقاهي يطلب روادها مكانا لتبديد الوقت، فيبرع أصحاب المقاهي في أشكال التسلية (لعب الورق، الشيشة، الفرجة ومشاهدة التلفاز..)
وتحول المقاهي إلى هذا المستوى راجع بالأساس إلى ما يطلبه روادها، فالمقاهي التي تفتح أندية ثقافية قد يكون مصيرها الإفلاس. ربما يحدث ذلك بسبب ندرة الكائن الثقافي أو بسبب لاحركيته. وقد لاحظت شخصيا مقاهي تسلية بتارودانت مختصة بلعب الورق، واستغربت أن هؤلاء استطاعوا تأسيس مقهى منذ سنين خاصة بهم، في حين يعجز المثقفين والمبدعين على أن يؤسسوا مقهى ثقافي.

ماذا يمثل لك: السفر، القلم، الوطن؟

السفر: أتهيبه كثيرا، لأن جل الذين يتوهمون السفر اليوم لا يمارسون إلا فعل التنقل. السفر عندي مرادف للانطلاق والانعتاق. هو نوع من التشرد.
يقول الإمام علي أن للسفر خمس فوائد:
تفرج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد
لكنه عندي ليس مجرد ترف أو فوائد أو انتجاع أو اصطياف أو سياحة داخلية تنتهي بشراء تذكار أو التقاط صورة.
السفر عندي سفر جواني يمارسه المبدع في مماليك دواخله في جزء من الثانية فيتوهم أنه قضى عمرا.

القلم: سلاح مسنون في حده الحد بين الجد واللعب.

الوطن: حتما ليس هو الرقعة الجغرافية. طبعا هو الحيز النفسي الذي أجد فيه ذاتي. وحتى لا يكون (الوطن) مرادفا للقبيلة سأعتبره مرادفا للولايات المتحدة الإنسانية أو على حد تعبير المنفلوطي (الجامعة الإنسانية).

كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟
أحلم بمقهى لا ينس فيه النادل وهو يقدم لك القهوة أن يقدم معها ورقة وقلما، وأن لا يستفسرك عن ما تشرب فقط؟ بل ماذا تقرأ أيضا. وأن تشمل قائمة المشروبات والمأكولات التي يقدمها قائمة الجرائد والكتب المتوفرة.
أحلم بمقهى أجد فيه أحمد بوزفور وحوارييه. يجلس فيه حيدر حيدر وعصابته. يرتاده أحمد مطر وشياطينه.
أحلم بمقهى لا تجد المرأة غضاضة في الجلوس فيه/إليه.
أحلم بمقهى ثقافي شعبي يوحد فيه ما هو إنساني بين بائع البيض والعامل والفلاح والجزار والمعلم والطالب.
أحلم بمقهى توضع فيه المحبرة مكان المنفضة، تستبدل فيه النميمات الرخيصة بالمنمنمات الجميلة. حين تخرج منه تجد كشف الحساب مصدرا بسؤالين: كم قرأت؟ وكم كتبت؟

السبت، 13 أغسطس 2011

رواية '' أين أبي؟" لمحمد اجكنور: الرواية الجنوبية في خطواتها الأولى


رواية '' أين أبي؟"1 لمحمد اجكنور:
 الرواية الجنوبية في خطواتها الأولى


نادرة هي المتون السردية الروائية في الجنوب المغربي، لذلك فإن كل متن لكاتب جنوبي هو لبنة أولى وخطوة أولى في الظلام. وفي مدينة ورززات لا أعرف على حد علمي المتواضع أديبا اجترأ على الكتابة الروائية سوى المبدع ادريس الجرماطي. لتكون رواية '' أين أبي؟'' لمحمد اجكنور واحدة من أولى الروايات في هذا الصقع العزيز.
وهي رواية صدرت سنة 2006 من الحجم المتوسط، يتوسط غلافها صورة فوتوغرافية لدرب معتم في البادية المغربية ينتهي الدرب بضوء الشمس.
''أين أبي؟'' هو عنوان بصيغة درامية يحيل على حبكة الرواية التي ارتكزت على فداحة ما تؤول إليه العلاقات اللاشرعية في مجتمعات محافظة، ويبدو أنه بناء كلاسيكي مالوف في المسلسلات المكسيكية.
وحتى لو اجتهدنا في قراءة متفاعلة '' بإعادة ترتيب ما اختلط من علاقات، وما تشابك من أحداث بطريقة أخرى.."2  فلا أعتقد أن لذة القراءة حاصلة، فصوت السرد يعلو ولا يعلا عليه إلى الحد الذي يجعل الكثير من مقاطع الرواية تغدو عروضا مسرحية، فالفصل رقم3-دم الغدر-3 مثلا لا تنقصه إلا الستارة. ونقرأ في الفصل رقم 14-العام زين-4 سيل من المواعظ لا تتوقف إلا بعد استغراق صفحتين : " كفاك سخافات أيتها المشؤومة، واعلمي أنك مسؤولة(...) تحملي مسؤولية ما أقدمت عليه، هذا يكفي الآن، فغلى غشعار آخر" 5.
إن الوصاية التي يفرضها الكاتب لا تكاد تخبو إلا نادرا، ومن هذاا النادر رواية الحسن لرؤياه 6 فهو يكشف بنفسه عن سوء فهمه للدين، دون تدخل مباشر لإبداء وجهة نظر أوتعليق أو تعقيب أو تصويب.
وإذا كانت مسرحة السرد أمرا مخلا بالبناء الروائي فإن مسرحة اللغة تجعل الأسلوب متعاليا طاووسيا محشوا بالكثير من المفردات الغريبة ( قسبا- أفقعت- جعثن- مغدودن- شعفة...) وظهور هذه المفردات واختفاؤها يعطي انطباعا بالتصنع وتعمد استعراض إن دل على شيء فهو يدل على إمعان الأسلوب في التحلي بأقنعة الماضي.
لقد حاولت رواية " أين أبي؟" أن تكون "امتدادا للحياة في أبعادها الواقعية والتخييلة، استكناه لأغوار النفس البشرية في تفاعلاتها الإيجابية والسلبية مع المحيط "7 وهو طموح مشروع نشاطر الكاتب فيه لولا أن النفس الروائي خان صاحبنا، لكن هذا المشعل الذي أشعله في أرض ليس لها سابق عهد بكتابة الرواية سيحمله عنه فرسان أخر سيعيثون في الكتابة الروائية إبداعا.
لقد سارت كتابات أدباء الجنوب الرائدة في الرواية على غرار الأعمال الروائية الرائدة في المشرق عن قصد أو عن غير قصد، فإن كانت رواية (زينب) لهيكل انطلقت من بيئة بدوية فإن فضاء رواية "أين أبي؟" هو أيضا فضاء بدوي بامتياز يتصل بالأب الشيخ المتعدد الزيجات وبفقيه الدوار والأبناء الذين هاجروا إلى مدن الداخل والخارج.
إدريس الجرماطي هو الآخر اختار فضاء البادية العذري لروايتيه رحلة السراب وعيون الفجر الزرقاء. أما عبد العزيز الراشدي فروايته "بدو على الحافة" لا تخفي ذلك الإنصهار بفضاء البادية الهامشي، خاصة إذا ارتبط بسحر وحكايا الصحراء. وها هو محمد كروم ينسج على نفس المنوال فيكتب "بادية الرماد" ليؤكد أن الرواية الجنوبية هي رواية بدوية بامتياز.

1- "أين أبي؟" محمد اجكنور- ط1 مارس 2006- مطبعة Publisud
2- أين أبي؟- مقدمة لإبراهيم أيت المعلم- ص04
3- نفسه- ص21
4- نفسه- ص77
5- نفسه ص48-ص85
6- نفسه - من ص27 إلى 35
7- نفسه- التقديم- ص02

شكيب أريج

الجمعة، 12 أغسطس 2011

قصص قصيرة جدا لكريم ترام

قصص قصيرة جدا من كريم ترام



تحدي

قررت المعزة تحدي الرئيس..تحركت..صبرت  شهرا..

شهرين..ملت..طارت..وبقي الرئيس. 


مضاجعة

تمر الثورة متبخترة في مشيتها..شعرها منسدل على كتفيها..تدنو من الرئيس..تبعثر رائحة عطرها الفواح كيانه..يلقي ما بيديه. انه الآن.. يفكر في مضاجعتها


تعري
أرادها عارية في سريره.. نضت عنها برنوسها الأحمر الناعم..لمعت عيناه..نزعت حمالة الصدر.سال لعابه..ألقت بتبانها الأبيض الشفاف جانبا..بصق عليها..ثم انصرف


فشل


أمسك القلم.. امتطى صهوة الكتابة..نسج قصصا.. نقحها..حضنها.أرسلها إلى كبريات المجلات والجرائد..انتظر أسابيع.. شهورا.. لملمها..احرقها..فعاد إلى المقهى لاقتناص العجائز


موز يابس

صدرت أوامر عليا من الفيل لتعقب آثار القرد الذي فر من الغابة ذات ليل بارد..لأجل ذلك رصدت المكافآت والجوائز.. في مغارته الجبلية يدخن القرد الشيشا ويرقص على إيقاع موسيقى شعبية. بعد طول عناء..عثرت الخنازير عليه نائما في حضن حبيبته.. أخرجوه..صفعوه..لكموه..ركلوه..بحثوا عن المنشور في جيوبه وجدوا موزا يابسا

 
طقس شعري
ملابس متناثرة في غرفة مثل كوخ
جوارب مثقوبة، 
سراويل مرقعة.
حمالات صدر متعددة الألوان
كاميرا مسلطة على وجهه المتغضن وشعره الأشعث
الاستعدادات جارية
على قدم وساق لتسجيل الحلقة  الفكرية
تبدأ الحلقة
تسأل مقدمة البرنامج
الشاعر الدكتور عمر بن أبي ربيعة
كيف تصنع الشعر إذا عسر عليك؟
مبتسما يجيبها،
أذهب عند رأس الدرب،
منتظرا قدوم الأرداف اللعينة

 
قصص قصيرة جدا/كريم ترام

الصور من إبداع داني زهير