المهلـــــــوســــــون الـــــــجدد

الثلاثاء، 6 مارس 2012

شي تيخرا... شي تيتفرج...بقلم سامي دقاقي

شي تيخرا..شي تيتفرّج...

بعض "الكتبة" في المغرب يحتاجون لكي "يتغوطوا" نصّا أن يتهيّجوا، وتستثار "دودة" خيالهم المريض، ذلك لا يحدث سوى عن طريق "اغتصاب" الموضوعات القاصرة، و"فض بكارة" اللغة، وإتيان "المحارم" بتزويج ما لا يحلّ من الأساليب والتراكيب، والنهم الجنسي ل"النصوصية"، وتعذيب المتلقي، والاستعراء المرضي أمام ذائقات القراء...إنها آليات سيكولوجية والغة في الاستيهام الجنسي المتخفي في إهاب الأدب، تكشفها أحيانا تلك الشحنات الانفعالية العالية التي تحملها الألفاظ المادية في النصوص...
بعض الأعمال الإبداعية في المغرب تحولت إلى "مصحات للأمراض العقلية"، وأنت والج إليها توقع أيّ شيء قد يهدد سلامتك الذهنية والبدنية، أعمال أخرى تشبه كثيرا "البلاي بوي" و"الإكس إكس إل"، حيث الداخل إليها مفقود، والخارج منها مفقود أيضا...
أعتقد أن الكثير من "الكتبة" في المغرب لديهم "بروفايل" مجرم محترف أو "قاتل متسلسل" serial killer، الفرق بين المجرم الحقيقي و"مجرمي الكتابة"، أن الأول يقتلك مرة واحدة بسرعة وينتهي الأمر، بينما "مجرم الكتابة" يقتلك كل يوم، إنه "قاتل أجيال" محترف، يستغل هوامش الحرية التي يتنطّع بها مساندوه وشركاءه في الجريمة الثقافية...
أشعر ب"الشمتة" أحيانا، فنصوص هؤلاء "الكتبة" كأنها "قضيب" يحشر في مؤخرة المشهد الثقافي ببلادنا ونحن شهود، نضحك مرة، ونصفق مرة، وكأننا شركاء في حفل "الاغتصاب الجماعي" هذا...
ما يتقيّأه بعض "الكتبة" و"القصصة" و"المتشاعرين" و"المتناقدين" شبيه بذلك التوجه الذي عرف في وقت مضى من القرن العشرين، وتحديدا في سبعينيات القرن الماضي، ب "الفن النقيض" ANTI-ART، بمعنى أنّ الفنان لكي يشدّ انتباه المتلقي كان ينبغي عليه الإتيان بما لم تستطعه الأوائل، أي أنّ يصدم ذلك المتلقي عوض أن يستحوذ على إعجابه، ومن الفنانين من يصوّر الإنسان في حالاته التي يمكن أن تقزز الناس كأن يصوّره في المرحاض. وقد بالغ أحدهم فقام بخصي نفسه في الحقيقة على مراحل وصوّر نفسه بكل دقة(الفنان رودولف شفارزكوجل 1972)، كما بلغت حالات الإغراب والشذوذ مبلغها بفنان مثل "كوهل" حتى أنه وضع "غائطه" في علب، وغلفها بشكل أنيق، وعرضها تحت عنونا "خراء الفنان"، وصور هيرمان نيتش نفسه وقد غطته الدماء وأحشاء الحيوانات، وجعل الفنان "أكوني" نفسه موضوعا للوحات وهو يستمني، وغيرهم كثير حتّى أن أحد النقاد وصف هذه الإغرابات والشذوذات في الاتجاهات الفنية بأنه "آخر إخراجات التعبيرية"، موظفا لفظة "أخراج" دلالة على التغوّط...
في المغرب يبدو أنّ حمّى "الإخراجات" قد وصلت إلى دهاليز وأفضية ثقافتنا سواء في بعدها المؤسسي أو بشكل فردي، فصار كل من "تقطّر به سقف" الكتابة، ينزع سرواله و"يفعلها" أما الملأ بما يشبه نزعة استعرائية exhibitionniste بمفهومها السيكولوجي، ونحن الذين نشاهد الواقع في صمت، كأنما نمارس نزعة "تلصصية" voyeuriste بالمقابل، تغذي استفهاما نجهله تماما.. فهل سنظلّ مواظبين على هذا التفرج المخزي ؟
أخشى أن يلقموننا "إخراجاتهم" يوما ما هؤلاء "النصوصيون"...

هناك 16 تعليقًا:

أكتب تعليقا مم تخاف؟