المهلـــــــوســــــون الـــــــجدد

الاثنين، 26 مارس 2012

دكتاتورية الكاتب- شكيب أريج



دكتاتورية الكاتب

أو القذافي الصغير




بعد اليوم لا يتشدقن علينا كاتب بأن سوق قراءته كاسد، لأن الكساد متأصل في الكتابة الأنانية، ولأن الكاتب الدكتاتور يحب أن يتقيأ حروفه ولنا الحق في الانصات فقط، القارئ في تعريف الكاتب الدكتاتور الكاسد البضاعة هو مقلمة تفتح من الأذن الأولى إلى الأذن الثانية وتعبأ وتغلق.. وعلى القارئ بعد أن يطلب الحرف على طريقة الامام البخاري في الجد والبحث أن يقبل اليد باطنها وظاهرها.. هل يمكن أن يعبر عن اشمئزازه من قداسة النص؟؟، تالله إن ذلك لكفر مبين. يقود بالضرورة عند الكاتب الدكتاتور وقبيلته إلى التقليل من قداسة الكاتب نفسه.
الكاتب الدكتاتور يعقد علاقة غير بريئة بين ما يكتبه وما يعب به أفواه الآخرين غصبا، فهو يمارس أبوة من يضاجع أبناءه دون أن يعلم..كثير من الكتاب وأقصد المستبدعين على سبيل التحديد ينصبون أنفسهم حماة لما قبلوا أن يكون مفتوحا للجميع ليقرؤوه..قراءة مشروطة، محدودة، موصولة إلى كاتبها بعروق دموية.. متى يفهم كتابنا أن أي كلام عن ابداعاتهم لا يعنيهم في شيء، فليتواضعوا ويعرفوا انهم مجرد أكواب تنقل الخمرة إلى شاربيها فإن أسكرتهم أنطقتهم وإن خذلتهم أنطقتهم.. 
شعب المستمعين في الأماسي كان جله خائفا أن يقول كلمة: لا يعجبني. وفي المقابل شاعت كلمات النفخ ووالرفع والدفع..حتى إذا مست صاحب الديوان أو صاحبة الكتاب ابرة صغيرة جدا تفشى مثل بالونة أفرغت من ريحها وتراقص بها الهواء.
ليس ذنب الإبرة.. ذنب من عبؤوا الهواء في كؤوس بلاستيكية واهنة، ذنب الذين يوهمونك أن الابداع ملكية فردية..هكذا يعتبر الكاتب الدكتاتوري أن أي تعليق ضد كتابته هو تعليق ضده. أرأيتم أن الكاتب في زمننا يشبه قدافيا صغيرا.
من رسائل القارئ المدلل.
شكيب أريج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقا مم تخاف؟