المهلـــــــوســــــون الـــــــجدد

الأحد، 4 مارس 2012

رائحة الرجال- بقلم عبد الرحيم بن حمد


رائحة الرجال
 
كان أبي حلاقي الأول..يحب دوما أن يحلق لي ويرسم قصات غريبة على رأسي على شكل نتف غير متقايسة هنا و هناك و جروح كان يصب عليها الماء فقط.. كان يحلق لي غصبا تحت تعليقات ساخرة من أمي... "تتعلم الحسانة ف ريوس اليتامى... " كنت أفكر و ضربات مقص كبير تنهال علي: هل أنا يتيم فعلا؟
لم يكن أبي حلاقا..كان فقط يقص شعري مرة في الشهر بنفس الطريقة و بتلذذ غريب يجعلني محط سخرية جميع من في الحي.
أتذكر حين أخطأ مرة في مسك المقص و قطع عرقا وراء أذني اليمنى لاحظت فيما بعد أنها لا تكبر أبدا.. أذني اليسرى لحد الان تبدو أكبر من اليمنى ..أذكر ايضا أنه كف عن حلاقة شعري بعدها.
كنت أحب رائحة صندوق أدواته الصغير و لمسات أصابعه الخشنة..بعد ذلك كلما رأت أمي أن شعري طال وهي تمشطه كل صباح قبل ذهابي للمدرسة كانت ترسلني الى حلاق في السوق القديم..تناولني خمسة دراهم، لكني كنت أشتري حلوى بدرهم أو ألعب لعبة قمار تافهة لم أربحها أبدا بدرهم و أعطي للحلاق البقية.
الحلاق يعرف أن المبلغ المعتاد هو خمسة دراهم لكنه لا يمانع لأنه كان لوطيا كما يقول أصدقائي " إنه يحب النوم مع الأطفال.."هكذا كانوا يقولون .. لم أفهم العبارة لكني أحببت تخيل جسدي في حضن رجل مثل أبي ..كان يحب زياراتي له.. كنت أجده دوما يقوم بالحجامة لرجال طاعنين في السن..يستخرج دما من رؤوسهم يصفه بالفاسد و يملأ كؤوسا صغيرة به يعرضها على كل من يجالسه ..دكانه الضيق، كان مليئا بصور قديمة لأنبياء يصارعون أسودا و ملوكا و أشياء أخرى صغيرة ملونة..كان يسعد حين نكون وحدنا ولهذا تعودت على الذهاب إليه في الظهيرة..كان يأخذ وقته وهو يحلق شعري ببراعة و يلمس بتردد و شهوانية وجهي ثم يقترب ببطنه الكبيرة من الكرسي و يلتصق بي. أحيانا كنت أحس بعضوه ملتصقا بذراعي وهو يمرر في نفس الوقت موسى حادة على قفاي..كنت أعرف ماذا يفعل رغم صغر سني الا أني كنت متواطئا أيضا..أحببت لمسات يده على وجهي و كان عضوي الصغير ينتصب أيضا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقا مم تخاف؟