البار والبيرة والبيرية
أذنتُ لتلاميذي وحواريي و معجبِيَّ أنْ يرْوُوا عني قولي و ينشروه بين الناسِ :
يَا مَنْ يُرِيــــــدُ أَنْ يُرَى كَاتِباً (@) تَزْهُــو بِإِبِدَاعَــــاتِهِ البَرِيَّـــةْ
شُرُوطُهُ ثَلَاثَـــــــــــةٌ فُصِّلَتْ (@) الْبَارُ وَ الْبِــــرَّةُ وَ الْبِيـــــرِيَّةْ
وقد أذنت لشراح ديواني بشرح البيتين و تحفيظهمـا للناشئينَ .
شيخكم الشاعر زروال
عبد الباسط العموري
لمّا استشكلت علي الأبيات، طرقت باب مشايخي في العربية، فانبرى لشرحه الإمام العلامة و القدوة الفهامة العالم بالعربية وأسرارها ومالك نحوها وصرفها من أغلق عليه بابه وفتح كتابه، ماترك من كلمة مستغلقة على الأفهام إلا ذللها، ولا مشكل في الكلام إلا إلا بسطه العالم النحرير و اللغوي الكبير أبو يعلى قشبال الموصلي قدس الله روحه وفقال في ورقة أسماها "تنبيه الوسنان لما حوت أبيات زروال من لطائف الكلام"
إعلم أرشدني الله و إياك أن العربية "حمالة صدر" وصمت هنيهة واستدرك قائلا "حمالة أوجه" وإن المفردة لتنزاح عن معناها حتى يختلف فيها الاثنان من الشرح والبيان والأمثلة كثيرة و شوارد اللغة لا عدّ لها، وبعد قراءة الأبيات المختارة للشاعر الفحل من استدركه ابن سلام في طبقاته وجعله من طبقة الفساق عن أمر اتحاد زبال المغرب وشيعتهم، وجدتها من لطائف القول مختارة ومن فريد الحرف منتقاة، وبدأها ببيت استفتحه بالنداء
"يا" للقريب وهو دلالة على أنه يريد البيان لثلة قريبة لعلها تفتح مغالق الأسماع لفوائد البيان فتأحد من القصيد حظا وافرا، والياء و الألف مّان متصلان يكون الجوف والفم حين النطق بهما مفتوحان بدون حاجز فيخرج الهواء بتلقائية من الصدر إلى السامع وكأنه يلقي عليه قولا ثقيلا ويبثه من داخله شجنا عظيما،وكان النداء لغير معين بل جعله لكل من يريد ان يكون كاتبا يشار إليه بالبنان "والبنان هنا هو الأصبع لا البنان مما عرف من فاكهة ويحتمل القول أن يشار إليه أيضاا بالفاكهة لما لها من رمزية و شرح الواضحات من الفاضحات" فيطرب السامع ويراقص بحرفه المتلقي، ولكي يصل لهذه الدرجة الوضيعة أعتذر الرفيعة كان لا بد من نهجه السبيل القويم و الطريق السليم، محجة بيضاء من اتبعها وصل للأماني وصعد المعالي حتى إذا اشتد عوده هوى إلا مزبلة التاريخ كغيره ممن سبق التشهير بهم، "ويستدرك بعد هذا التفصيل"
و لذلك شروط ثلاثة أولها البار: وهو مكان للخمرة والمجون وقد قال الموصلي قديم بالخمرة تأتي الفكرة وروي عن إمام الخمارين امرؤ القيس قوله "اليوم خمر وغدا أمر" فيا من تبتغي المعالي إخرج للفسوق بالعلالي ولا تنس أن تجعل لك في البار الرفيق و الونيس و لن تجد كالشرط الثاني من هو أفضل صاحب فالبيرة مشروب معسول يذهب عنك البلايا ويزيد لك من خبث النوايا، بل ويجعلك ترى الوجود بعين الأئمة السابقين أهل الابداع ورباعة الصكاع، حتى إنها لتصيرك ترى الحمار جوادا والتافه كاتبا وابن الأرض من السماء ينزل و وعلى قفاه يضرب الغادي ويتفل، وآخر الأشياء اعتمارك لبيرية فهي رمز الثقافة و السفالة قيل عنها الكثير و أفردها جماعة تدعى بالمهلوسين بعظيم الكلام.
وهكذا تألق و توفق الشاعر بسريع القول على سريع البحور أن ينقل للأنام أسهل السبل للوصول لبغية النفوس في الرقي من رتبة انسان إلى إنسان كاتب، وكما أشرت سابقا فالعربية قائمة على تعدد المعاني و التوليد اللغوي فحق لك أت تبدل لفظة الكاتب بتغيير حرف التاء دالا أو الباء ميما او غير ذلك مما تشتهي يا غلام. هنا انتهى كلام شيخي القدير وعلمت أن العلم يؤخد من افواه الرجال لا من كتابات رباة الحجال.
يَا مَنْ يُرِيــــــدُ أَنْ يُرَى كَاتِباً (@) تَزْهُــو بِإِبِدَاعَــــاتِهِ البَرِيَّـــةْ
شُرُوطُهُ ثَلَاثَـــــــــــةٌ فُصِّلَتْ (@) الْبَارُ وَ الْبِــــرَّةُ وَ الْبِيـــــرِيَّةْ
وقد أذنت لشراح ديواني بشرح البيتين و تحفيظهمـا للناشئينَ .
شيخكم الشاعر زروال
عبد الباسط العموري
لمّا استشكلت علي الأبيات، طرقت باب مشايخي في العربية، فانبرى لشرحه الإمام العلامة و القدوة الفهامة العالم بالعربية وأسرارها ومالك نحوها وصرفها من أغلق عليه بابه وفتح كتابه، ماترك من كلمة مستغلقة على الأفهام إلا ذللها، ولا مشكل في الكلام إلا إلا بسطه العالم النحرير و اللغوي الكبير أبو يعلى قشبال الموصلي قدس الله روحه وفقال في ورقة أسماها "تنبيه الوسنان لما حوت أبيات زروال من لطائف الكلام"
إعلم أرشدني الله و إياك أن العربية "حمالة صدر" وصمت هنيهة واستدرك قائلا "حمالة أوجه" وإن المفردة لتنزاح عن معناها حتى يختلف فيها الاثنان من الشرح والبيان والأمثلة كثيرة و شوارد اللغة لا عدّ لها، وبعد قراءة الأبيات المختارة للشاعر الفحل من استدركه ابن سلام في طبقاته وجعله من طبقة الفساق عن أمر اتحاد زبال المغرب وشيعتهم، وجدتها من لطائف القول مختارة ومن فريد الحرف منتقاة، وبدأها ببيت استفتحه بالنداء
"يا" للقريب وهو دلالة على أنه يريد البيان لثلة قريبة لعلها تفتح مغالق الأسماع لفوائد البيان فتأحد من القصيد حظا وافرا، والياء و الألف مّان متصلان يكون الجوف والفم حين النطق بهما مفتوحان بدون حاجز فيخرج الهواء بتلقائية من الصدر إلى السامع وكأنه يلقي عليه قولا ثقيلا ويبثه من داخله شجنا عظيما،وكان النداء لغير معين بل جعله لكل من يريد ان يكون كاتبا يشار إليه بالبنان "والبنان هنا هو الأصبع لا البنان مما عرف من فاكهة ويحتمل القول أن يشار إليه أيضاا بالفاكهة لما لها من رمزية و شرح الواضحات من الفاضحات" فيطرب السامع ويراقص بحرفه المتلقي، ولكي يصل لهذه الدرجة الوضيعة أعتذر الرفيعة كان لا بد من نهجه السبيل القويم و الطريق السليم، محجة بيضاء من اتبعها وصل للأماني وصعد المعالي حتى إذا اشتد عوده هوى إلا مزبلة التاريخ كغيره ممن سبق التشهير بهم، "ويستدرك بعد هذا التفصيل"
و لذلك شروط ثلاثة أولها البار: وهو مكان للخمرة والمجون وقد قال الموصلي قديم بالخمرة تأتي الفكرة وروي عن إمام الخمارين امرؤ القيس قوله "اليوم خمر وغدا أمر" فيا من تبتغي المعالي إخرج للفسوق بالعلالي ولا تنس أن تجعل لك في البار الرفيق و الونيس و لن تجد كالشرط الثاني من هو أفضل صاحب فالبيرة مشروب معسول يذهب عنك البلايا ويزيد لك من خبث النوايا، بل ويجعلك ترى الوجود بعين الأئمة السابقين أهل الابداع ورباعة الصكاع، حتى إنها لتصيرك ترى الحمار جوادا والتافه كاتبا وابن الأرض من السماء ينزل و وعلى قفاه يضرب الغادي ويتفل، وآخر الأشياء اعتمارك لبيرية فهي رمز الثقافة و السفالة قيل عنها الكثير و أفردها جماعة تدعى بالمهلوسين بعظيم الكلام.
وهكذا تألق و توفق الشاعر بسريع القول على سريع البحور أن ينقل للأنام أسهل السبل للوصول لبغية النفوس في الرقي من رتبة انسان إلى إنسان كاتب، وكما أشرت سابقا فالعربية قائمة على تعدد المعاني و التوليد اللغوي فحق لك أت تبدل لفظة الكاتب بتغيير حرف التاء دالا أو الباء ميما او غير ذلك مما تشتهي يا غلام. هنا انتهى كلام شيخي القدير وعلمت أن العلم يؤخد من افواه الرجال لا من كتابات رباة الحجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أكتب تعليقا مم تخاف؟