المهلـــــــوســــــون الـــــــجدد

السبت، 3 ديسمبر 2011

الكتابة والجسد غرفة للدهشة أم سرير للخيانة قراءة في ديوان" ثمة موتى يستدرجون القيامة"(1) للشاعر التونسي شكري بوترعة


الكتابة والجسد غرفة للدهشة أم سرير للخيانة
 قراءة في ديوان" ثمة موتى يستدرجون القيامة"(1) للشاعر التونسي شكري بوترعة


حميد ركاطة




كتابة شكري بوترعة الشعرية لها ملمح فريد وخاص وإن كانت لا تخرج عن سياق الكتابة التونسية عموما ، لكن ميزتها هي النزوح نحو التأمل الوجودي في الذات والأنا والترميز دلالة الأشياء الأكثر رمزية في حياة البشر كالماء والحلم والحياة والموت إلى درجة سيطرة مفهومي ( الماء /والغريب )  على المجموعة ما فتح أبواب التأويل على عواهنها بشكل مطلق . فالاغتراب  والغريب والغرابة هي من الذات وإليها إلى درجة إفراز عزلة الكائن والكاتب على السواء  عزلة مؤدية إلى الموت أحيانا  وإلى الصمت وأحيانا أخرى  إلى فوضى الحواس  .
إنها كتابة مغرقة في الدهشة تنطلق من الجسد لتبرير فعلي الكتابة والخيانة على السواء فتضحى المرأة حبيبة تارة ووطنا تارة أخرى ، لكنها امرأة واحدة ووحيدة سيطرت في  نصوص  لا جدوى للباب /  والنافذة / وكما تركض الأرض في نفسها  . إنها عائشة التي قد تأخذ حجم الوطن.
فما هي أهم الخلفيات الإبداعية المرتكزات الفنية المتحكمة في هذا الديوان ؟
تجدر الإشارة  أن الديوان يحتوي على ثلاثة وثلاثون قصيدة وهو من الحجم المتوسط وصادر بتونس عن إنانا للنشر والتوزيع  سنة 2011  والقصائد كتبت في عهد نظام سيتبدد فيما بعد وتحت وطأة حصار ومنع وإرهاب فكري وقمع للإبداع والمبدعين ما جعلها تتدثر وتغرق في نوع من الإبهام( الترميز) الذي يصعب معه  فك دلالة الرموز بسهولة لكنها بمثابة رسائل حلق في القلب وأبرزت عنفوان الكتابة والتوق إلى الحرية والحياة الكريمة وإلى تضميد جراح الوطن الحزين .
1) العزلة ملاذ نحو الصمت أم نحو الحياة ؟
هل هناك شيء أفظع من عزلة تمتص بريق الحياة والإنسان وجها لوجه مع انزوائه وخمره؟
ينبعث صوت داخلي، صورة الأنثى الجامحة على الروح والكابسة للذاكرة صورة الضمير صوت القصيدة المجلجل في قاع الشهوة وفي نغمات ناي حزين، إنه الصوت المحرض على الخروج من الحلم والمجاز سرعان ما يدفع للهذيان لتكتشف أنك وحدك في عزلة تامة. فبوثيرة سريعة يشيد الشاعر معالم قصيدة تختزل تاريخ البشرية منذ بدء الخلق وهي تستعرض انجازات الإنسان  يختزلها في النهاية في عزلته وانزوائه ليرتفع صوت المجاز داخل الجسد  الذي تمزقانه من الوحدة ويشرف على البكاء  أو الموت الذي يضحى هو الآخر عزلة من نوع آخر تستدعي مساعدة . يقول الشاعر "
يد واحدة لا تكفي للذهاب إلى الآخرة " ص 58
ومن عزلة الكائن إلى عزلة الذئاب البشرية داخل مدى قاتل مليء بالإحباط والقتل المتوج للنهايات كأنها ولادة سيرة لوجع مستحيل.
إنها شعرية الغموض الضاربة في أعماق فراغ مهول وكأنها شرك للرياح أو خيمة للسراب مليئة بالاعتذارات " لأطفال يمرحون قرب الحرب ولسلم منشود يغتال أصحابه "
إنها مرارة الخديعة المجسدة لمفارقات تجعل من اللغة الشعرية نافذة على الوجع مذبحا لصلوات الآلهة ما يجعل الذات ملاذا للفوضى والحرب المستعرة بالقلق المستمر.
2) الكتابة والجسد
ذات الشاعر التي يلفها الفراغ  ينصب قربها سياج غربتها مشانق هي نفس الذات التي تشعر وكأنها تغتصب بالقوة . فالكاريزمية التي تمارسها الكأس تحيل الذات سريرا للغبطة  تستبيحها حد الجنون والرفض فضاء للغواية وانتشاء الفراغ المهيب ، فيضحى الجسد سؤالا مفتوحا على كل اللغات حجرا يتحرج على السراب الذي يتم تبذيره على الدوام مدثرا بالنسيان والغياب فالسؤال لعنة وسيف وحجر مدثر بالماء . وتبرز قصيدة " ضدان على سرير المعنى "ص 33 حياة ترثق الفراغ وموت يتعقبها بين الماء والتراب لتنضح الخطيئة وتستفز الشهوة .
هكذا تمتح القصيدة من نفسها معبرا مؤديا نحو جمالية التقابلات الضدية عبورا نحو خلوة المجاز والاستعارة وقد أضحى الجسد غابة للغة بتضاريسه  المرئية واللامرئية وطريقا عبره تستمر غزوات تشيد صروح وتقام طقوس هي مجرد امتداد  للخطيئة الأولى يقول الشاعر "
منذ نعاس القيامة في أناشيد الآلهة
منذ إبليس يحصي أنفاس العشاق لحظة البوح
لحظة الجنس يمزق شرايين النوم " ص 35
إنه اعتقاد وتشييد على دهشة الجسد العاشق والخائن في ذات الآن والمحترق ما يجعل من الوفاء للطهارة والانسياق لسحر الخيانة من نفس الجسد يجعل اللغة ذاتها تتسع لها فوق سرير المعنى وتفتح بمجازاتها إمكانيات للطمس كي يستفرد معدن الخيانة بالجسد.
هذا الجسد الذي أحصى إبليس أنفاسه ، واستفرد بالخديعة والجنس والخمر وكل الخيانات تحول تاريخها إلى تاريخ قاتم ومظلم تاريخ الجرائم والعلاقات الرديئة . من هنا نتساءل عن حقيقة هذا الجسد هل هو غرفة للدهشة أم سرير للخيانة أو للخطيئة ؟
كما نأتي إلى العالم صدفة نسقط في الرذيلة كما نسقط في الليل لتتحول  الذات وطن والجسد قاعة للهزائم والبراءة والطهر والحب مجرد جسر للخسارات الكبرى به ندون مدائح الغياب وذاكرة الموتى فلماذا كل هذا الاحتفال بالماء والجسد إلى درجة تحوله ذاتا راكضة مضطربة في ماء يرفع الليل قليلا أو سماء تطيش الفراشات من خلال روح تحدق في فراغ كي لا يدركه الحزن.
إن جمالية الفراغ والعدم هو سر ذلك التمنع والسكون والرهبة والتوقف المفاجئ الذي يهزمنا، عدم لا يدركه الحزن لأنه ممتلئ على الدوام بسحره الخاص كي لا يتسكع في التاريخ وحيدا أو عزلة تخون الضجيج.
إنها حالة من الصفاء حيث تتوهج الروح وتعانق داخل بعد آخر ما لا يمكن معانقته باللمس، وقد ارتفعت الروح مدارات الطهر وتعالت عن العالم المادي.
حينما تتحول الذات إلى فراغ هائل ينبعث التأمل متفحصا سر ذلك السكون لتتراءى الصور كرنات موسيقى تنبعث في عالم الوحدة الغارق في استقصاء سحر الكون المشحون بالحكمة والجنون تتحول الذات المحكومة بالأمد القصير مملكة لاستخلاص عبر حياتية تنز من شهد الوجود فالحياة حسب الشاعر أقصر عرا من الفقراء .
فالارتداد نحو الذات بقدر ما يحولها مملكة للفراغ تضحى فضاء للتأمل وجحيما للاحتراق بأسئلة  الغيب بحثا عن ولادة جديدة أو تحول في صور أخرى "
نحن مسودة الله..نشرك باللغة
بأنين العسل الفذ..على شرفة أيامنا
اسمي الشعر حيض الفجيعة " ص 54
فالكتابة تضحى الملاذ الوحيد للهرب كالزهرة التي يطل من شباك منخلها راكضة نحو تشكل آخر لا ترصد سوى القتامة والوجع والموت لكنها في ذات الآن ماء ومرآة تعكس بعصيانها صرخاتنا العميقة التي تنبعث من مساحة الظل كي تحقق ولادتنا من جديد في صمتها أبلغ تعبير عن فداحة هذا العمر وعطشه لنبيد الشعر كترنيمة نار الماء حيث تطير الفراشات لتحرر الأفق من الذات وتسلخه من اندفاعاتها  وهزائمها وكأنها تستنجد بالحكمة كي تجعل الندم فرصة ثانية وذبابة تبيض فوق المعنى أو سياجا للغرابة وسريا للصهيل
الكتابة ممر لعري الذات وتحليق للروح وكأنها تكتب خاتمة الجسد وتعلن حربها على غرائبيته .
3) المرأة / الحب / الماء / رمزية عائشة
ماذا تمثل عائشة في دلالتها بالنسبة للشاعر وقد استحضرها في قصيدتين كجرح قديم، امرأة غارقة في البكاء " لو تزل عائشة ترشق بالزغاريد جرح الهواء
 وترعى قطيع الندى في الحديقة " ص 29 كما هو الأمر في قصيدة لا جدوى للباب والنافذة أو في قصيدة «كما تركض الأرض نفسها " ص 43 "
 وقتها لو تكن عائشة قد تزينت بالدماء..كانت تعالج
 سقم الندى وتثني على البحر والبر والقادمين من
 قرطبة "
فعائشة هي تاريخ منسي وطن ضائع وعشيقة تاهت عن طريق العودة.
لقد تردد مصطلح " الغريب " من خلال الديوان كصوت ينطق باللوعة تارة والحكمة تارة أخرى يقول الشاعر "
يقول الغريب إلى الجهة التي ضيعته : هنا خيمت لغتي
 هنا كان حواري الأخير مع قرطبة " ص44
وفي نص " ثم نرتدي قميص الفراشة" حيث يخاطب الغريب ظله: "
غدا نحتمي بالمدن
التي وهبت وقتها للشائعات
وينزف معدن غيمها بخواتم الدساتير " ص 17
ويضيء الغرباء طريق الحروب الأنيقة " ص 30
ويشتد الوجد والحزن واللوعة  بالشاعر فتضحى كل الأمكنة شجونا رغم فساحتها فعائشة التي زوجت للغريب ورحلت معه بعيدا تركت مكانها حزينا وعشيقها ممزقا وقد أسرت نفسها ورمت بذاتها للحزن والعزلة حزن يوازيه حزن آخر العشاق ليتمزق من الوجد يتمنى أن تحذف حبيبته البحر الذي يرق بينهما وكل المسافات لتكون قريبة منه يقول "
أه عائشة..لو تحذفين البحر ليلا
وتقترب حلب
..وأعلى سقف الليل قليلا
وأنتبه حين أموت
بأن لا جدوى من للباب والنافذة " ص 30
إن الصراع الأبدي بين الواقع المصطنع الذي تحكمه الأشياء  والحكمة والخيال الضاج بالقلق واللامبالاة وقد لفه العجز للانطلاق خارج سجون الذات وقيودها الممزقة لينشد الاحتراق وكأنه دعوة للعقاب ونافذة للبحث عن نجاة مهملة يقول الشاعر "
كان العقاب مهذبا ويدعو للنجاة 
ما كان  الحب مهنة القلب القديمة
فقط كلما ونت فكرة المرآة احتمال الخروج المبكر من فكرة
أسعفتها الحروب
كي تعيد النعاس إلى الذاكرة " ص 16
في حين اتخذ الماء دلالته من خلال مجموعة من القرائن ليضحى قاموسا مسيطرا :
في قصيدة من عادات العشاق " ص 45 يقول الشاعر " إن  أصل الحرائق ماء  "
سلالة الماء / أدور في الماء... " ص 38  
اكتفت غيمة الخوف بالبكاء ص 35
يد الماء ص 33 / " أه عائشة...لو تحذفين البحر ليلا " 30 / " شوقا كانت الغرانيق تثبت للماء هويتها " 29 / " مدثرا بالماء " ص 25 "/ يدور الطفل في  الماء " ص11 / " أنسخ الماء "ص 9 " هكذا تبدو المسالك / شبيهة بنسل يضيع في الماء " ص 12 " / يدخل لك البحر من النافذة " ص 10 " وتشرب من كفه " ص 18 " مطر على هلاكي في بخار الأودية " ص 19 ... و الأمثلة كثيرة
إنها نصوص تتخذ من الماء رحاء وزاوية تنسخه على أوراق الحلم فتدخل الذات رواق الخلوة وتتحول شجرة للذكريات تنحى نحو الحياة وهي تقصي من داخلها لعنة الموت .
فالقصائد تتخذ من الماء سارية لحكيها وحديقة تستنبت فيها حياتها الثانية بعد الموت كما في قصيدة ثياب ..كساء قديمة " ص 11 حيث يقول الشاعر "
 هكذا أبدو خفيفا ومتوحدا في ثيابي
للمرة الأولى أدخل حضرة الغيم " ص 12
فالتحول الذي يطال جسد الشاعر وروحه يمنحانه الخفة وقوة البصيرة وبعد الرؤيا وتوقع الغيب.
إنه خطاب مرتد نحو الداخل نحو الروح بحثا عن الأنا الضائعة والمعنى المنفلت للقصيدة على الدوام.


4) للحرية أغنية في القلب
تضحى الاستعارة والمجاز والإيحاء العلامة البارزة في قصائد هذا الديوان ، ومعبرا للعبير عن الحزن والظلم والأسى بحثا عن انطلاقة جديدة وحرية مصادرة بالقوة ، فالرغبة  في ارتداء قميص الفراشة الواهن والمطارد على الدوام هو رغبة في مواجهة جبروت النظام الذي حول الوطن " جسدا ميتا وفيضا من التوابيت والأقفاص وقد ضرب بقبضته الحديدة حصارا لعينا ينزف بخواتم الدساتير ويتلذذ بالقوة والعنف .
إن الأمل المعقود على الغد والمدن التي وهبت وقتها للشائعات جحيما لم يجد فيه الشاعر سوى ظله ليخاطبه ويناجيه ويمنيه بالحلم للاحتماء بأزهار من رعدة الروح وهو يرتدي قميص الفراشة على ظله المنحني في الفراغ.
مملكة الذات التي عليها التكيف مع الواقع الجديد على نوم وحلم خارج سياج المنافي أو شرق صداع الملك .
وسنلمس سخرية كبيرة في نص " بعوضة في غوانتانامو " الذي يعري عن الوجه الحقيقي للغزو وأقنعته  السافرة يقول "
هل كان للحرب أن تستنجد بالكمنجات في الأوبرا
لتنبت نخلة في غوانتانامو" ص 31 ليبرز أن داخل منطق القوة يسكن ضعف ، فغزو أضعف المخلوقات " البعوضة" التي تنتقل بين الزنازن وتمزج بين الدماء يقول الشاعر "
البعوض وحده
قادر أن يمزج بين دم السجين ودم السجان " ص32
وهذه القدرة تمنحه حرية لا يتمتع بها أحد منهما وكأنه يقوم بمهمة روتينية حيت يصف طقوسه قائلا "
ينهض باكرا
يلمح حريته من وحل الحراسة
يسأل النافذة عن الوقت
ويمضي إلى مغسله " 32



5) يسألونك عن الموت
تبرز الموت من خلال هذا الديوان مستأثرة بحيز لا بأس به ويتحول عبر القصائد إلى نوع من الموت الآخر للأرواح تحرر ذواتها وتوابيتها بحثا عن أرصفة للقيامة .
إنهم الموتى الذين يصنعون الفرح بحثا عن دولة المنفى يتحقق فيها عالم غير معتاد، عالم اللغة الطافحة بالشعر والنثر منها سيطلب الشاعر مغفرته في غفلة من الرب في مرافئ وأرصفة هي جموع للصعاليك.
لقد أضحت الذات وطنا للخرافات منفى للسؤال ومجالا للنسيان ، إنه عالم تضحى فيه الذات زاوية قصية وفضاء مهجورا على الدوام في مكامن الغيب فالموت هو اختبار في حد ذاته ، والذات تبتكر أجساما أخرى داخل نفس الجسد والدم يضحى مجرد حاشية للتيه من طيش الأرض وغبار الأزمنة وج فالموت يشبه النثر في الصلوات ونشيد خروج الفناء فالحياة أرملة تدجن الليل
في هذا الديوان نلمس نزوعا نحو كتابة بقدر ما تحتفل بالموت وحلول الذات في الأشياء نلمس ذلك النزوح نحو الخلاص والنبذ للمادة وكأنها تريد إعادة خلق نفس الذات داخل بعد آخر ( بعد ثالث ) انطلاقا من الاحتفال بمكونات أصيلة طاهرة ( الماء / التراب / ..) كما تستحضر الحلم كرواق للخلود .
قصائد الشاعر التونسي شكري بوترعة تنبعث منها حرقة ومرارة وهي ترتد نحو الأعماق تستقصي داخلها لعنة الموت بحثا عن الرؤيا والغيب من خلال صراع بين الواقع والحلم والمنطق والحكمة من خلال تفجير المكبوت بهدف تحرير نفس الذات الحالمة المقيدة بالظلم والعنف والنبذ .
إنها قصائد تجعل للفراغ جماليته الآسرة وأسئلته المفتوحة على لغات العالم وللأنا كصورة منعكسة في مرآة الروح ، ما جعلها تأخذ ملمحا عجائبيا  وفنطازيا  حاول من خلال الشعر ركوب قارب التجريب والتجريد وتفجير اللغة لخلق سياقات مفهوميه جديدة ودلالات مخالفة للمألوف. هذه الغرابة تعبير عن اغتراب الذات الشاعرة وسخريتها من الواقع ومحاولتها تجاوز معيقاته تحقيقا لعبور آمن نحو خلوة الشعر محمولا على بساط الدهشة  وقد أضحت الكتابة جسرا للخسارات وليلا يحول الذات وطنا للهزائم .
 ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) شكري بوترعة " ثمة موتى يستدرجون القيامة " شعر إنانا للنشر والتوزيع سلسلة لهات البحر 8 تونس 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقا مم تخاف؟