المهلـــــــوســــــون الـــــــجدد

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

المسخ والمستنسخ- ادريس الجرماطي

 
المسخ المستنسخ
ادريس الجرماطي

مساء بغروب مميز، اختلاط الأحمر بالأبيض وعاصفة تحدث ضوضاء رفض الاستقرار، اختباء أهل القرية في جحورهم تاركين الأعمدة والأسلاك خارجا ، وواجهات الجدران تتلاطم مع المشهد المريع، إشفاقا منهم على ما فاتهم من مشاهدة اكتفوا برؤاهم خلف النوافذ الزجاجية والارتعاشة تخنق دواتهم وأفكارهم منسابة مع فقدان حجج الانتصار مع ألاعيبهم في مسرح الوجود كما ألفوا أن يكون بينهم الماص لدماء الآخرين، والممتص منهم يجد نفسه في نهاية المطاف ميتا لا محالة...
الأعمدة والأسلاك تتحرك، ربما ترقص من خوف أهل القرية، تترقبهم ينكمشون ، يتدافعون صوب المسكوت عنه من أفكارهم ، يحاولون جعل المنظومة عادية جدا، بينما الجدران تفكر مرات عديدة في السقوط على أجسادهم التي لم تعد تصلح ، لكن ما يميزها عنهم أنها كان راقيا في تفكيرها وقررت أن تترك الأجساد التي لزم لها البقاء لكي تنسخ عن لحظتها التي ستصبح ماضيا وإذاك ستدون عن الضي...
اع والفقدان ، وستحكي عن ماض تباع فيه الجماجم ، وتجعل منه الأحلام بيضاء ، وفي نهايتها لا تطابق ولا تطبيق، الزمن غير مطالب بشيء سوى الفراغ ولا شيء سوى هو...
في القرية طفل ابيض، عفوا أشقر، كانت أمه مومسا ربما حملته من أجنبي كان يترقب الفقدان بمصورته الغريبة عن القرية ، التقى الأجنبي بالأم في قارورة الأزبال تماما كما تفعل القطط التي لا تهتم بالرومانسية، الحب عندها ينتهي في قوارير الدروب بلا موعد مسبق، الطفل اليتيم كشف الستار عن القرية ، صار يترقب هذه المرة بأفكاره لأنه عديم المصورة كما يفعل أباه ، لكن بالجحود والمعاندة لأنه لم يتعلم إلا من أزقة الزمن، فكر مليا في قتل شيخ القبيلة ، نفد الطفل قراره بحيلة غريبة ، صفق لنفسه الغريبة أيضا ، أشعل ضوء الشوارع، وبأضواء شقراء صارت القرية شقراء ، وبهت المختفون في تلك الجحور المنسية ، ربما سيعلن عنهم في قناة دولية رسمية يوما ما.... انتهى حلم طفل جميل يبحث عن الهوية...

هناك تعليق واحد:

  1. أخاف من خوف نفسي
    أخاف نفس الخوف
    أخاف من أن أخاف
    لكني أخاف أن أفقد الخوف ..





    عصام

    ردحذف

أكتب تعليقا مم تخاف؟