نوارس تحلق في ثانوية ابن سليمان الروداني
الشعراء الشباب في تارودانت يتألقون في ديوان "النوارس"
ديوان النوارس هو عنوان الكتاب الثاني الذي يصدره نادي الإبداع الأدبي والمسرحي بثانوية ابن سليمان الروداني بتارودانت، بعد المجموعة القصصية الموسومة بـ" أصوات الفراشات" وهو من إعداد وتنسيق الأستاذ محمد كروم وراجع نصوصه الفرنسية الأستاذ سعيد حيان. ويتضمن الديوان نصوصا شعرية تلاميذية باللغتين العربية والفرنسية.
ويهدف الكتاب حسب ما جاء في مقدمته إلى اكتشاف المواهب وصقلها والتعريف بها، وإلى الانفتاح على اهتمامات المتعلمين ودعمها، إضافة إلى الإصرار على نشر قيم الجمال وروح الإبداع، كما لا يخفي التقديم تلك النية في توريط الشبان التلاميذ في الكتابة وتحفيزهم على المزيد من الإبداع.
القصائد المتضمنة في الكتاب راوحت بين القصيدة العمودية، والقصيدة الحديثة، وقصيدة النثر، والزجل، وتم اعتماد معايير أساسية في الاختيار لم تخرج عن: السلامة اللغوية، الإيحاء، التصوير، الإيقاع، وبصدد هذا العنصر الأخير جاء في مقدمة الكتاب: " ..فلم نتشدد في البحث عن الأوزان الصارمة لأن مفهوم الشعر نفسه مختلق فيه. ففي الوقت الذي يعتبره الجاحظ مثلا ضربا من التصوير ذهب عبد القادر الجرجاني إلى التقليل من شأن الوزن مشيدا بدور النظم وأهميته."
وينتمي معظم شعراء الديوان إلى ثانوية ابن سليمان الروداني، أو سبق لهم الدراسة فيها، في حين ينتمي بعضهم إلى ثانويات أخرى.
1- الشاعر الحسن الحسيني يشيد بالشعراء الشباب:
وحول هذا الديوان الفريد من نوعه يقول الشاعر الحسن الحسيني، أن ابن سليمان الروداني سيكون سعيدا في مرقده بقاسيون بهذا الديوان، ويقول في تقديمه للكتاب أنه ضم سربا من البلابل المغردة يعجز موزار نفسه عن إحالتها إلى نوتات وسمفونيات، ويقول الشاعر الحسن الحسيني مشيدا بشعراء الديوان: " وجدت أن كل شاعر شاعر مكتمل الصفة، عميق النظر، سامق القامة، غني عن تزكيات أمثالي." ويستبشر الحسيني خيرا بهذا الجيل قائلا: "إن اصطفاف الشعراء في ساحة النوارس إعلان واضح لنشوء زمن شبابي جديد يبطل صفة المشيخة في الشعر، ويعيد الخلق والإبداع إلى الفتوة واليفاعة التي تسعفها سخونة الأحاسيس والخلايا في إنتاج لذاذته عجب، لا ينكره الذوق السليم ولا العين العاشقة". كما لا يفوت الحسيني فرصة شكر نادي الإبداع واضعا ألف قبلة على جبينه واصفا إياه بالاستبسال في وغى الأدب، والاسترسال في الانسياب على صفحات المجد.
2- مختارات من ديوان النوارس:
يقول الحسن أحمو في قصيدة بعنوان: "إليك في وطن الغياب":
أيا وطــنا تمـــدد في عروقي
وحقك ما نسيت سنا سطوعك
رحلت وخــبز أمي بعض زادي
ودمعي في المنافي من دموعك
فلا فيروز في بيروت تــــــشدو
ولا عشتار تطرب من سجوعك
ويقول محمد أمين النواري في قصيدة "أهملت نرجستي...":
أهمـــــلت نرجستي...أوراقــها ذبلت
والعود من لفحات الجمر يــــــحترق
مرحـــت والنغم الوردي يــــــتركني
والغيث عن زهرات الروض منطلق
طـــــير يلاحق من غصن إلى فـــنن
قــلبا به شهـــوات الـــكون تلتحـــق
ونقرأ لعمر صايم في قصيدة بعنوان "جراح":
فكيف نسعـــد والأحــــــزان تقرعنا
وكـيف نضــــحك والأيام تبكــــــينا
كأننا وصـــــروف الدهـــر تسحقنا
حبـــات قمح رحى الأيام تــــطوينا
في كل يوم سحاب الحزن يمطرنا
حينا يصبـــــحنا حيــــنا يمســــينا
ونشدو مع أحمد ليبوركي الورديمي في قصيدة مصممة الأزياء:
تخال كأن الحسن فيـــها ملخــــص
كأن نساء الخـــــلد هي..كــــما هيا
توضــــأت بالأحـلام أطــــلب قلبها
وأخضــــــع راجيا وأدعو دعائــيا
إذا ضحكت يعمي الجمال بصيرتي
وتطلبــــــها بين الظبــــا نظراتــيا
وفي قصيدة "الحيرة" تصف وردية الفقير حيرتها:
..مهلا دعها تتقد/ الحيرة المرة لهيبا/فاحتضن الموقد/كي نحترق.../ أنا وأنت والموعد...
ويواصل نور الدين حطابي بحثه بين السطور في قصيدة "تائه بين السطور":
ابحثي عني.../ فقد تجدينني بين أوراق دفاترك/ مرسوما مكتوبا بأبهى الكلمات/ وقد تجدينني آنستي..قصيدة/ نسجت.. ملائكية اللحن.../جنائزية الإيقاع.
وفي أسطر حزينة ترسل مريم إكرام نصا بعنوان "الحزن":
الحزن يا سيدي هو أن أتعطر..أتزين وأذهب للقائك..فلا أجدك.
الحزن يا سيدي.. هو أن تشرق شمس الدنيا وتموت بداخلي شمسك.
الحزن يا سيدي.. هو أن أتنفس هواك عشقا وتتنفسني أنت ذكرى
جيد، بالتوفيق لكم في اصدار ادبيات جديدة
ردحذف