النار والكتاب
الليل طويل والمسافة أطول، القوارب المهشمة منتشرة في المكان، أشخاص يتجولون هنا وهناك، "رازيس"، يستلقي على التراب ينظر إلى كومة نار تلتهم صفحات كتاب رماه احدهم بعد أن انتهى منه، أو أنه كان يريد الخلاص من تلك الأوراق لسبب آخر....
يرى النار تهمد قليلا كأنها امرأة تلمس يد طفل تراه لأول مرة تراه، يرى ذلك، يعرف أن النار لم تستوعب فكرة ما في صفحات الكتاب، ويلزمها أن تتمعن في الأفكار علها تستوعب شيئا مع الوقت، لكن سرعان ما يراها تتحدث لوحدها مشتعلة تصل أليافها السماء والناس هناك يفرون من مشهدها ، إذ ذاك يعي "رازيس" أن النار متشوقة لقراءة النص كاملا ، يقف يسير تاركا النار تلتهم الكتاب بطريقتها الخاصة، بينما هو يرى أن النار سيكون لها رأى آخر في القراءة وما نكتب بجوارح ستنسى ذات يوم في ذات مكان....
ادريس الجرماطي- من مجموعة رقصة الجنازة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أكتب تعليقا مم تخاف؟