المهلـــــــوســــــون الـــــــجدد

الخميس، 2 فبراير 2012

المهلوسون الجدد- بقلم ميمون أم العيد


المهلوسون الجدد
ميمون أم العيد

أقدم مجموعة من الكتاب المغاربة على إنشاء صفحة على الفايسبوك تتغيى حسب رواد هذه الصفحة نقد الظواهر السلبية في المشهد الثقافي والأدبي المغربي كـ” تخلي المثقف الأديب عن دوره ورسالته ”، ”تزكية الكتاب والكاتبات بطرق مشبوهة”، ”اقرأ لي كي أقرأ لك ”، ”ظاهرة القصة القصيرة جدا”، ”و”الاعتراف بالأدباء الذين يكتبون في الخارج على حساب الكتاب المحليين” ”وتفشي النقد المجاملاتي على حساب النقد الجاد ” وغيرها من الظواهر التي يعتبرها ثلة من الكتاب ” سلبية ” في المشهد الثقافي.
”الكتابات الأدبية والثقافية اتجهت إلى نوع من الاسفاف لا مثيل له، ففي الوقت الذي تحرق الأطر المعطلة ذواتها من أجل الكرامة، ينزع الأديب والمثقف سرواله في الملتقيات.. وفي الوقت الذي نحتاج فيه أدبا يهز الضمائر ويوقظها نقرأ أدبا عن الصابون والكراسي والمظلات وقشور الليمون..والأكثر من هذا أن الأدباء تحولوا إلى قراء لبعضهم وفتحوا أوراش كبيرة للصباغة والمداهنات الذهنية والدهنية…لكل هذا لا بد من ردة تصل درجة الكفر على واقع مشوه، لا بد من ردة تصل درجة الجنون والهلوسة..نحن نؤمن أن الزمن غربال، لنكن نحن الغربال على واقع مشوه و مشبوه ”. يقول الكاتب شكيب أريج ناشط بالمجموعة.
المهلوسون الجدد ـ وهو الإسم الذي اختاره هؤلاء الكتاب إسما لصفحتهم ـ تهدف حسب الكاتب عبد السميع بن صابر صاحب مجموعة الرقص مع الأموات إلى ” ضرورة إحداث جنس أدبي جديد يعنى بالكتابة عن الكتابة، ولا غرو فالهلوسة القصيرة جدا يمكن اعتبارها تجليا من تجليات (الميتا نص)، إلا أنها تهتم أكثر بالجوانب السلبية التي ساهمت بشكل كبير في تردي المشهد الثقافي، بداية بالنقد “الإخواني أو الأصدقائي”.. وانتهاء بالميوعة التي عمت الكتابة الأدبية وخير مثال على ذلك جنس القصة القصيرة جدا، والذي صار مؤخرا حائطا قصيرا جدا يقفز عليه كل من سولت إليه نفسه الكتابة. نقرأ نصوصا كثيرة وأحيانا نحار في تصنيف أجناسها… ومما كرس هكذا أمراضا ثقافية، أن بعض المبدعين يركبون الأدب من أجل قلة الأدب.. فما أكثر الحوارات الممجدة، والبورتريهات المشبوهة، والقراءات العاشقة بل المغرقة في عشقها حد الارتياب… نحن نرى أن الرقي بالمشهد الثقافي (إن وجد أساسا) يستلزم اجتثات العاهات الثقافية أولا، إذ لا يمكننا أن نسكب الحليب في كوب لا تزال به حثالة قهوة ” وعلى خلاف هؤلاء يدرج الروائي والقاص المغربي مصطفى الغتيري ـ صاحب رواية رقصة العنكوب و عائشة القديسة وغيرها ـ رأيه في المهلوسين الجدد بقوله ” ما يكتبه أصدقاؤنا المهلوسون جميل في اختلافه و عدم مسايرته للدارج و السائر من الأراء ، لكن ألا تلاحظ أن تعميمهم الأحكام و إطلاقها جزافا قد يفقد ما يكتبونه المصداقية ، فأن نحكم مثلا على كل كتاب القصة القصيرة جدا و كتابها بما لا أجرؤ على ذكره يدخل في باب عدم الموضوعية في أقل تقدير..فهذا الجنس يفرض نفسه تدريجيا و اغلب كتابه يمارسون الكتابة في أجناس أدبية أخرى ، بما ينفي عنهم صفة العجز عن الكتابة. ” رغم أن هذا الجنس الأدبي ( يقصد القصة القصيرة جدا ) أنتج نقاده المتخصصين فيه و عقدت عنها لقاءات كثيرة ، و جعلت الإبداع المغربي موطئ قدم في المشهد الإبداعي العربي بعدما كان مهمشا ، فكم من دراسة مشرقية أشارت للقصة القصيرة جدا المغربية ، بل هناك من اعتبرها نموذجا يحتذى به و يكفيها فخرا أنها حركت بعضا من بركتنا الأدبية التي كاد يصيبها الجمود. يضيف الغتيري.
إنشاء هذه الصفحة وضمها بين جدرانها الإفتراضية العديد من المبدعين الشباب أثار الكثير من التساؤلات في الأوساط الثقافية، بل هناك من اعتبر المسألة مجرد تصفية حسابات وحربا غير معلنة ضد القصة القصيرة جدا وكتابها، إلا أن الشاعر سامي دقاقي ـ أحد نشطاء المجموعة ـ نفى ذلك بقوله ” أننا لسنا ضد القصة القصيرة جدا في إطلاقيتها، وإنما ضد الرديء منها.. وسيأتي وقت نناقش فيه النصوص علميا (لغة وأسلوبا ونحوا وغيرها) لا مضمونا.. ثانيا البهرجة التي تقام حول ق.ق.ج بقضها وقضيضها لا يجب أن نعتبرها مقياسا لتألقها ولنا في التاريخ الأدبي والثقافي نموذجا لهذا الصنيع حيث ظهرت مدارس واتجاهات تمجد نفسها ويمجدها غيرها وتلاشت تلاشي نيزك في عرض السماء(الدادائية نموذجا).. ”
وفيما إذا كانت أراء أعضاء المجموعة مجرد انطباعات شخصية رهينة العالم الإفتراضي يُصر شكيب أريج ورشيد قدوري على أن المجموعة عازمة على إصدار كتاب مشترك يضمن مخلتف ”الهلوسات القصيرة جدا ” التي أبدعها أعضاء المجموعة، وتنظيم ملتقى واقعي بالمغرب ، وهو الرأي الذي أكده الكاتبان عبد الباسط بوشنتوف و عبد الهادي الفحيلي.
فهل يا ترى تستطيع ثلة من الكتاب الشباب ـ إنطلاقا من الفايسبوك ـ إثارة الإنتباه إلي ظواهر سلبية تميز المشهد الثقافي المغربي، وتصحيح الكثير من ملابسات الحدث التقافي وشأن الكتابة بالمغرب، أم أن المسألة في الأول و الأخير مجرد هلوسة؟
للتواصل مع الكاتب

ميمون أم العيد

oumelaid@gmail.com
المهلوسون الجدد
http://www.facebook.com/groups/281913788527221/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقا مم تخاف؟