المهلـــــــوســــــون الـــــــجدد

الجمعة، 17 فبراير 2012

جائزة المغرب للكتاب- في نفي النص وإثبات الشخص- بقلم فؤاد أفراس

 
جائزة المغرب للكتاب
في نفي النص وإثبات الشخص

 
فؤاد أفراس
في مقابلة صحفية لحسن نجمي مع جريدة حزبه، نفى أن يكون شخصه هو من فاز بالجائزة بل عمله هو الذي فاز بها، لكن الحقيقة تقول عكس ذلك تماما، فالذي فاز بالجائزة هو شخص حسن نجمي ولا شيء غيره، بما يمثله هذا الشخص من حضور يستمد قوته وسلطته وهيمنته من تعدد مواقعه سواء في الإعلام أوالحزب أو مؤسسات الدولة أو مؤسسة بيت الشعر أواتحاد كتاب المغرب مما جعله يحضر بشكل ضمني وخفي ومستتر في اللجنة التي منحته الجائزة، فاللجنة هي حسن نجمي ذاته لكن بصيغة المتعدد، بسبب الحضور الكثيف والمطبق لأصدقائه الذين تجمعهم به قرابة المصالح وهي أقوى من قرابة الدم في زمن الوصولية والانتهازية والبرغماتية في صورها المتوحشة، لذلك ليس غريبا أن يكون بيت الشعر بالمغرب هو أول مؤسسة ثقافية تقوم بتهنئة حسن نجمي، وهو _ أي بيت الشعر_ ما كان ليفعل نفس الأمر لو ذهبت الجائزة لشخص آخر، وهذا أمر طبيعي، مادام أن عضوين من أعضاء بيت الشعر متواجدان في لجنة التحكيم التي منحت جائزة المغرب للكتاب لحسن نجمي دون أن ننسى عضوية هذا الأخير في نفس البيت

فالحضور في موقع ما لايكون بالضرورة حضورا شخصيا وذاتيا مباشرا، بل قد يكون عن طريق علامات وبصمات يتركها الشخص المتنفذ والضالع في النفوذ، من خلال توزيع أصدقائه وخلانه على مواقع القرار والسلطة سواء في بعديهما الرمزي أوالمادي، تماما كما تفعل الكلاب والقطط عندما تريد أن تبسط سلطة نفوذها على منطقة ما، فتقوم بتعليم تلك المناطق عن طريق ترك رائحتها فيها، وهذه الرائحة هي سياج وفي نفس الوقت علامة تحذير للأجنبي والغريب من دخول تلك المناطق واستيطانها .. التشكيك في الجائزة هنا هو ليس بالضرورة تشكيكا في نصوص حسن نجمي، كما فعل البعض مع أسماء أخرى بسبب أن الجائزة (أخطأت ) طريقها إليهم، على الرغم من أن لائحة الترشيح ضمت دواوين لشعراء لا يقلون عن حسن نجمي _حتى لا أقول يفوقونه_ في شعرية النص وجماليته، وهذه الأخيرة تبقى قيما نسبية قابلة للاختلاف والأخذ والرد، لكن تشكيكنا أو بالأحرى يقيننا في الطريقة المشبوهة التي تم بها تشكيل اللجنة من أسماء مستعارة لحسن نجمي، مستعارة من واقع المصالح والمواقع التي أشرت إليها آنفا، وقد كان بالإمكان تورية الأمر وتغليفه من خلال منح الجائزة مناصفة، حتى يكون الحدث به بعضا من الرونق والجمالية وشيئا من التشويق، ولا ينزل علينا بتلك الفجاجة وبتلك النهاية المتوقعة كما يحصل في أي فيلم رديء ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقا مم تخاف؟