المهلـــــــوســــــون الـــــــجدد

الاثنين، 20 فبراير 2012

مجرد رأي- على هامش المعرض الدولي للكتاب بالبيضاء- بقلم محمد يوب

 
مجرد رأي
-----------
محمد يوب

اطلعت على البرنامج الثقافي الذي يسير بالموازاة مع المعرض الدولي للنشر و الكتاب فوجدت أسماء تكررت كثيرا في هذه الندوات، فمنها من وصل عدد حضوره في هذه الندوات إلى أربع مرات.
ترى هل لا يوجد في بلادنا سوى هذه الأسماء؟ هل رحم الأم المغربية أصبح عقيما إلى هذه الدرجة؟ حيث لم نعد نرى على شاشة التلفزيون ولا على صفحات الجرائد و المجلات إلا هذه الأسماء...
هل هذه الأسماء وحدها هي من يملك المعرفة ويوزعها على الناس...؟
والمؤسف هو أنك عندما تدخل إلى قاعة الندوات تجدها خاوية على عروشها...أنا أعرف ومتيقن أن الهدف من هذه الندوات قد تحقق مسبقا،إن الهدف هو ضمان التعويض عن الندوة لقد أصبح في الجيب......
وعندما تصفحت منشور وزارة الثقافة الذي يوثق للكتاب الأول"المنازل الأولى" وجدت وجوها غريبة عن المشهد الثقافي، لم أر وجه عبد الله راجع ولا وجه عبد السلام البقالي ولم أر وجه الطريبق و لا المجاطي.... ،سألت صديقي الذي يصاحبني دائما قلت له: من هذا الأديب؟ قال لي: هذا فلان قلت له: ومن تلك قال لي: هذه حرمه، قلت له هذه السيدة في يوم من الأيام قالت: أنا ربة البيت السعيد و اليوم أراها ربة بيت القريض ،لقد تصفحت ألبوما لعائلات ورثت الثقافة في بلادنا في عالم يرفض التوريث وينتفض فيه الناس أساسا على ثقافة التوريث.....
كما أنني تفاجأت بأن هذه الوجوه نفسها وأزواجها وأبناؤها هي من يحمل شارة الدخول بالمجان إلى المعرض،من المسؤول عن هذا التسيب؟من يسهر على توزيع هذه الندوات؟.. من يؤدي ثمن ورقة الدخول؟....من يشتري الكتاب ويساهم في ترويجه؟.......
المؤسف هو أن هذه الوجوه لا نراها في أروقة المعرض.. لا نراها تشتري الكتب ...كل من نراه يدفع ورقة الدخول إلى المعرض ويشتري الكتب هو الإنسان البسيط الذي يراقب ما يجري بعين المتألم.
الواضح أن هناك لوبيا يمارس سلطة القهر المعرفي وينشر ثقافة الريع،ثقافة تساعد على الجهل و الخمول المعرفي،ثقافة تقصي أصوات قارئة بامتياز،أصوات تتبع تفاصيل المشهد الثقافي ببلادنا، لكنها تصطدم بعلامات المنع الحمراء المكتوب عليها "ابتعد عن حظيرتنا"،إنها بالفعل حظيرة اسمها وزارة الثقافة تقرب من تريد وتقصي من تريد،كنا ننتظر منها التوزيع الموضوعي للفرص ،و التنويع الحقيقي للتعرف على كل الأصوات،لكن يبدو أن دار لقمان بقيت على حالها،وأن المثقف الحر يبقى حرا إلى حين موته في صمت غريبا كما تموت العصافير بعيدة عن أوكارها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقا مم تخاف؟